الحنفية « وأصحابه فى البيعة له فحسبهم بزمزم وتوعدهم بالقتل والإحراق وأعطاه عهداً إن لم يبايعوا أن ينفذ فيهم ما توعدهم به وضرب لهم فى ذلك أجلاً » (١) وكان انتهاء الأجل عند غروب الشمس ثالث يوم فكادت الشمس تغرب فيحل إحراق الهاشميين وبيوتهم لدى ابن الزبير لولا أن الله أنجدهم بأجناد العراق الذين سيرهم المختار إلى مكة المكرمة نصرة للهاشميين ولقد تناسى ابن الزبير أنه ابن سيد الناكثين عهدالله مع على بن أبى طالب عليهالسلام فلم يحبسه ولم يقتله ولم يجمع له حطباً يحيطه ليحرقه بالنار ولا حول ولا قوة إلا بالله وآخر يجمع الحطب ليحرقن على آل بيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بيتهم وإن كانت فيه فاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وآخرون شتموهم وحاربوهم وغيرهم قتلوهم وطردوهم وشردوهم وولغوا بدمائهم وإنا لله وإنا إليه راجعون وهذا الإمام الشافعي عندما حداً به الأمر أن لا يذكر آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم بخير ولم يبقل الظالم إلا باطن حب يستكن فى قلبه ولكن الحب قد يفضح صاحبه وبناء عليه قد راقبه العسس ووشى به المبطلون وعندها انبرى منشداً :
يا راكباً قف بالمحصب من منى |
|
واهتف بساكن خيفها والناهض |
سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى |
|
فيضا كما نظر الفرات الفائض |
إن كان رفضاً حب آل محمد |
|
فليشهد الثقلان انى رافضى (٢) |
وبعد هذا فلم لايكون الشافعى رافضياً وإذا كان كذلك فهل يشمله صدر الحديث المشؤوم أم عجزه أم كلاهما؟!!
وإن كان المقصود بكلمة رافضة الذين يحبون آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وينهلون من فيض علمهم ويحذون حذوهم ويقتفون أثرهم ويقتدون بهم ويتخذونهم مثلا
________________
١. إبن أثير الجزرى الكامل فى التاريخ ج ٤ ص ٢٥٠.
٢. الذهبى سيرأعلام النبلاء ج ١٠ ص ٥٨.