أعلى لهم فهؤلاء هم المهتدون حيث نفذوا عهد الله وتمسكوا بوصية رسول الله كما أخرج مسلم عن زيد بن أرغم قال : (قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوماً خطيباً بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله أثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال : أما بعد أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتى رسول ربى فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله ... وأهل بيتى أذكركم الله فى أهل بيتى أذكركم الله فى أهل بيتى أذكركم الله فى أهل بيتى) (١) وعليه فكيف يذم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من التزم بالثقلين فأن كان ولابد من فالمفروض الأول أن يذم من فرط بهما أو بأحدهما والمفروض الثانى أن يكون الحديث المشؤوم ـ لو لم يكن موضوعاً ـ هذا نصه « يكون فى آخر الزمان قوم يسمون الناصبة ينصبون العداء للإسلام فاقتلوهم فإنهم مشركون » وحسبنا الله ونعم والوكيل.
وإن كان المراد من كلمة رافضة اتباع آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم الذين التزموا « بالمقروء » أي الكتاب والسنة « والقارئ » أي العترة المطهرة الذين عبر عنهما رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالثقلين وتبرؤا من كل تغيير وتبديل مختلف الحديث آمن عرضه ولأجله قام مداحو الملوك وتجار التملق أصحاب الطباع الخسيسة والضمائر الرخيصة بإيجاد حديث الرفض المشؤوم وأمثاله ليستساغ لفراعنة الأمة وطواغيتها الإجهاز على اتباع آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وبالفعل قد حدث ذلك فراجع تاريخ أبناء النبوة واتباعهم مثل حجر بن عدى ورشيد الهجري وميثم التمار وجورية بن مسهر وكميل بن زياد وقنبر وغيرهم من الصالحين. فأنت لاتكاد ترى شيعة على بن أبى طالب إلا وهم يتلقون أشد أنواع العذاب فتارة بالتنكيل والإضطهاد وتارة بقطع الألسن من القفى وأخرى بالقتل والتشريد ورابعة
________________
١. مسلم النيسابورى الجامع الصحيح (صحيح مسلم) ج ٧ ص ١٢٣ والإمام أحمد بن حنبل مسند أحمد ج ٤ ص ٣٦٧.