« ضرب الرحمن إلى عثمان بن عفّان ». (١)
رواه الحلبى فى السيرته الحلبية بلاسند (٢).
أما مناقشة فى الحديث
هذا ضرب الرحمن لعثمان بن عفان : ويقولون إن عثمان رأى درع على عليهالسلام تباع فى السوق ليلة عرسه فدفع لغلام أربعمائة درهم وأرسله إليه وأقسم عليه أن لا يخبر بذلك ورد الدرع معه. فلما أصبح عثمان وجد فى داره أربعمائة كيس فى كل كيس أربعمائة درهم مكتوب على كل درهم : « هذا ضرب لعثمان بن عفان » فأخبر النبى بذلك فقال هنيئاً لك يا عثمان. ولاشك فى أن هذا كذب محض فقد ذكر الحلبى : أن فتاوى الجلال السيوطى : أنه سئل : « هل لهذه القصة أصل؟ فأجاب عن ذلك كله : بأنه لم يصح (٣) أى وهى تصدق بأن ذلك لم يرد فهو من الكذب الموضوع » وقال ابن درويش الحوت : كذب شنيع (٤) والعجيب هنا : أننا لم نجد لتلك المئة وستين ألف درهم أثراً فى التاحف العالمية ولاتداولها الناس ولا احتفظوا بها تبركاً وتيمناً بأنها من : « ضرب الرحمن لعثمان بن عفان »!! مع أنهم قد احتفظوا بشعر نبيهم وحتى بالخرق التى مست جسده والمواضع التى صلى فيها فهل كان نبيهم أعز عليهم من ربهم؟ أوحتى من عثمان؟ وهو الذى تؤيده السياسة على مر العصور أما النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم فقد كانت ثمة محاولات لطمس اسمه
________________
١. الشيخ الأمينى الغدير فى الكتاب والسنة والأدب ج ٥ ص ٣٢٢ سلسلة الموضوعات على النبى الأمين ح ٦٧.
٢. الحلبى السيرة الحلبية فى سيرة الأمين المامون ج ٢ ص ٤٧١ و ٤٧٢.
٣. للرواية نص آخر يخالفها كثيراً فى مناقب الخوارزمى ص ٢٥٢ والشيخ الأمينى الغدير فى الكتاب والسنة والأدب ج ٩ ص ٣٧٦.
٤. الشيخ الأمينى الغدير فى الكتاب والسنة والأدب ج ٥ ص ٣٢٢ وج ٩ ص ٣٧٦.