تَسْمَن الإِبلُ عليه وتَغْزُر ، وقد ذكره ابنُ الأَعرابيّ وغيرُه في أَسماءِ نُبُوتِ البادية.
وشِواءٌ شَرْشَرٌ ، كجَعْفَر : يَتَقَاطَرُ دَسَمُه ، مثل شَلْشَل ، وكذلك شِواءٌ رَشْراشٌ ، وسيأْتي في محلّه ، وتقدم له ذكر في س ع ب ر.
* ومما يستدرك عليه :
شَرَّ يَشُرُّ ، إِذا زاد شَرُّه ، وقال أَبو زيد : يقال في مَثَلٍ : «كُلّما تَكْبَر تَشِرّ».
وقال ابن شُمَيْل : من أَمثالهم «شُرّاهُنّ مُرّاهُنّ».
وقد أَشَرَّ بنُو فُلانٍ فُلاناً ، أي طَرَدُوه وأَوْحَدُوه.
والشُّرَّى ، بالضّم : العَيَّانَةُ (١) من النّسَاءِ ، قاله أَبو عَمْرٍو.
والأَشِرَّةُ : البُحور ، وبه فُسّر قولُ الكُمَيْت :
إِذَا هُوَ أَمْسَى في عُبَابِ أَشِرَّةٍ |
مُنِيفاً على العِبْرَيْنِ بالماءِ أَكْبَدَا |
ويروى :
إِذا هُو أَضْحَى سَامِياً في عُبَابِه
وفي حديث الحجَّاج : «لها كِظَّةٌ تَشْتَرُّ».
قال ابنُ الأَثير :
يُقَال اشْتَرَّ البَعِيرُ ، كاجْتَرّ ، وهي الجِرَّةُ لما يُخْرِجُه البعيرُ من جَوْفه إِلى فَمِه يَمْضغه ثم يَبتَلِعُه ، والجيم والشين من مَخرجٍ واحدٍ.
[شزر] : شَزَرَه يَشْزِرُه شَزْراً : نَظَر نَظَرَ المُعَادِي. وشَزَرَ إِليهِ يَشْزِرُه ، بالكسر ، شَزْراً : نَظَرَ مِنْه في أَحَدِ شِقَّيْهِ ولم يَسْتَقْبِلْه بوَجْهِه. وقال ابنُ الأَنباريّ : إِذا نَظَر بجَانِبِ العَيْنِ فقد شَزَرَ يَشْزِرُ ، وذلك من البَغْضَةِ والهَيْبَة.
أَو هو نَظَرٌ فيه إِعْرَاضٌ ، كَنَظَرِ المُعَادِي ، أَو هو نَظَرُ المُبْغِض الغَضْبانِ.
وقيل : هو النَّظَرُ بِمُؤْخِرِ العَيْنِ ، وأَكثرُ ما يكون في حالةِ (٢) الغَضَبِ.
أَو هو النَّظَرُ عن يَمِين وشِمَالٍ وليس بمستقيمِ الطَّرِيقة ، وبه فُسِّرَ قولُ عليٍّ رضياللهعنه : «الْحَظُوا الشَّزْرَ ، واطْعَنُوا اليَسْرَ».
وشَزَرَ فُلاناً بالسِّنانِ : طَعَنَه ، والطَّعْنُ الشَّزْرُ : ما طَعَنْتَ بيَمِينِك وشِمَالِك ، وفي المُحْكَم : الطَّعْنُ الشَّزْرُ ، ما كان عن يَمينٍ وشِمالٍ.
وشَزَرَه : أَصابَهُ بالعَيْن ، قال الفَرّاءُ : يُقَال : شَزَرْتُه أَشْزِرُهُ شَزْراً ، ونَزَرْتُه أَنْزِرُه نَزْراً ، أَي أَصَبْتُه بالعَيْنِ وإِنه لَحَمِيٌّ العَيْنِ. ولا فِعْلَ لَه ، وإِنّه لَأشْوَة العَيْنِ ، إِذا كانَ خَبِيثَ العَيْنِ ، وإِنّه لشَقِذُ العينِ ، إِذا كانَ لا يَقْهَرُه النُّعاسُ.
وشَزَرَ الحَبْلَ يَشْزِرُه ، بالكسر ، ويَشْزُرُه ، بالضَّمّ : فَتَلَه عن اليَسَارِ ، قاله ابن سِيدَه.
وقال اللَّيْثُ : الحَبْلُ المَشْزُورُ : المَفْتُول ، وهو الذي يُفْتَل ممّا يَلِي اليَسَار ، وهو أَشَدُّ لفَتْلِه.
وقال غيره : الشَّزْرُ إِلى فَوْق.
وقال الأَصْمَعِيّ : المَشْزُورُ : المفتول إِلى فوق ، وهو الفَتْلُ الشَّزْرُ ، قال أَبو منصور : وهذا هو الصحيحُ.
وفي الصّحاح : والشَّزْرُ من الفَتْلِ : ما كان إِلى فَوْقٍ خلافَ دَوْرِ المِغْزَل يقال حَبْلٌ مَشْزُورٌ.
أَو شَزَرَ الحَبْلَ ، إِذا فَتَلَ من خارِجٍ ورَدَّهُ إِلى بَطْنِه ، قاله ابن سِيدَه ، وأَنشد :
لمُصْعَب الأَمْر إِذا الأَمْرُ انْقَشَرْ |
أَمَرَّهُ يَسْراً فإِنْ أَعْيَا اليَسَرْ |
|
والْتَاثَ إِلَّا مِرَّةَ الشَّزْرِ شَزَرْ |
أَمَرَّه ، أَي فَتَلَه فَتْلاً شَدِيداً ، يَسْراً ، أَي فَتَلَه على الجهة اليَسْرَاءِ ، فإِنْ أَعْيَا اليَسَرُ ، والْتاثَ ، أَي أَبْطَأَ ، أَمرَّه شَزْراً ، أَي على العَسْرَاءِ ، وأَغارَه عليها ، قال : ومثله قوله :
بالفَتْلِ شَزْراً غَلَبَتْ يَسَارَا |
تَمْطُو العِدَا والْمِجْذَبَ البَتَّارَا |
يصْف حبالَ المَنْجَنِيق ، يقول : إِذا ذَهَبُوا بها عن وُجُوهها أَقبَلَتْ على القَصْدِ ، كاسْتَشْزَرَه الفاتِلُ ، فَاسْتَشْزَرَ هو ، ورُوِيَ بيتُ امرئِ القَيْسِ بالوَجْهَيْنِ جميعاً :
__________________
(١) في التهذيب : العيّابة ، وقد مرّت.
(٢) اللسان : حال الغضب.