شَغّارَةٌ تَفِدُ الفَصِيلَ بِرِجْلِها |
فَطّارَةٌ لِقَوَائِمِ الأَبْكارِ |
والشِّغَار : الطَّرْدُ.
ورُفْقَةٌ مُشْتَغِرَةٌ : بَعيدَةٌ عن السّابِلَةِ.
واشْتَغَرَت الحَرْبُ بينَ الفَرِيقَيْن ، إِذا اتَّسَعَت وعَظُمَت.
وأَشْتَغَرَت النّاقَةُ : اتَّسَعَت في السَّيْرِ وأَسْرَعَت.
والأَرْضُ لكم شَاغِرَةٌ : وَاسِعَةٌ.
وقال أَبو عَمْرو : الشِّغَارُ : العَداوَةُ والمِشْغَرُ من الرِّماحِ ، كالمِطْرَدِ ، وقال :
سِنَاناً من الخَطِّيِّ أَسْمَرَ مِشْغَرَا
واشْتَغَرَتْ عليه ضَيْعَتُه : فَشَتْ.
ومن المَجَاز : شَغَرَ السِّعْرُ : نَقَصَ.
[شغفر] : الشَّغْفَرُ ، كجَعْفَرٍ ، أَهمله الجَوْهَرِيّ ، وقال أَبو عَمْرٍو : هي المَرْأَةُ الحَسْنَاءُ.
وشَغْفَرُ ، بِلَا لامٍ : اسمُ امْرَأَة أَبي الطَّوْقِ (١) الأَعْرَابِيّ ، أَنشد عَمْرُو بنُ بَحْرٍ له فيها وكانت وُصِفَتْ بالقُبْحِ والشَّناعَةِ :
جامُوسَةٌ وفِيلَةٌ وخَنْزَرُ |
وكُلُّهُنَّ في الجَمَالِ شَغْفَرُ |
فجَمَعَها للتَّشابُه.
[شفر] : الشُّفْرُ ، بالضَّمِّ ، شُفْرُ العَيْنِ ، وهو أَصْلُ مَنْبِتِ الشَّعرِ في الجَفْنِ ، وليس الشُّفْرُ من الشَّعر في شيْءٍ ، وهو مُذَكَّر ، صرَّح به اللِّحْيانيّ ، والجمع أَشْفارٌ ، قال سِيبَوَيْه : لا يُكَسَّر على غير ذلك ، ويُفْتَحُ ، لغة عن كُراع.
وقال شَمِرٌ : أَشْفارُ العَيْنِ : مَغْرِزُ الشَّعرِ ، والشَّعرُ : الهُدْبُ.
وقال أَبو مَنْصُور : شُفْرُ العَيْنِ : مَنابِتُ الأَهْدَابِ من الجُفُون. وفي الصّحاح : الأَشْفَارُ : حُرُوفُ الأَجْفَانِ التي يَنْبُتُ عليها الشَّعرُ ، وهو الهُدْبُ.
قال شيخُنَا : وكان الأَوْلَى ذِكْرُ «ويفتح» عَقِبَ قوله «بالضَّمّ» ، على ما هو اصطلاحهُ واصطلاحُ الجماهِيرِ ، وقوله : أَصْلُ مَنْبِت الشَّعر ، إِلخ مُسْتَدْرَكٌ ، ولو قال : مَنْبِتُ الشَّعر ، لأَصابَ واختصرَ.
قلت : أَمّا مُخَالَفَتُه لاصطلاحِه في قوله ويُفْتَح فمُسَلَّم ، وأَمّا ذِكْره لفظة «أَصْل» فإِنّه تابَع فيها ابنَ سِيدَه في المُحْكَم ، والزَّمَخْشَرِيّ في الأَساس ، فإِنّه هكذا لفظهما ، ثم نَقَلَ عن ابن قُتَيْبَةَ ما نَصُّه : العَامَّةُ تَجْعلُ أَشْفَارَ العَيْنِ الشَّعرَ ، وهو غَلَطٌ إِنما الأَشْفَارُ : حُرُوفُ العَيْنِ التي يَنْبُتُ عليها الشَّعرُ ، والشَّعرُ : الهُدْبُ ، والجَفْنُ : غِطَاءُ العَيْنِ الأَعْلَى والأَسْفَل ، فالشُّفْرُ : هو طَرَفُ الجَفْنِ ، انتهى.
قلّت : وقد جاءَ الشُّفْر بمعنَى الشَّعرِ في حَدِيثِ الشَّعْبِيّ : «كانُوا لا يُؤَقِّتُونَ في الشُّفْرِ شَيْئاً» ، أَي لا يُوجِبُون شَيْئاً مقَدّراً (٢) ؛ لأَنّ الدِّيَةَ وَاجِبَةٌ في الأَجْفَانِ بالإِجماع ، فلا مَحَالَةَ يُرِيدُ بالشُّفْر هنا الشَّعرَ ، صَرَّحَ به ابنُ الأَثِير ، وذكر فيه خِلافاً.
والشُّفْر : ناحِيَةُ كُلِّ شيْءٍ ، كالشَّفِيرِ فِيهِمَا ، أَي في النّاحِيَةِ والعَيْنِ ، أَما استعمالُ الشَّفِيرِ في الناحيةِ فظاهِرٌ ، وأَمّا في العَيْنِ ، فقيل : هو لُغَةٌ في شُفْرِ العَيْنِ ، وقيل : يُرَادُ بِه ناحيةُ المَاقِ من أَعلاه ، وبه فسّر ابنُ سِيدَه ما أَنشده ابنُ الأَعرابِيّ :
بزَرْقاوَيْنِ لم تُحْرَفْ ولَمّا |
يُصِبْها غائِرٌ بشَفِيرِ مَاقِ |
والشُّفْر : حَرْفُ الفَرْجِ ، كالشّافِرِ ، يقال لِنَاحِيَتَيْ فَرْجِ المَرْأَة : الأَسْكَتانِ ، ولطَرَفَيْهِمَا : الشُّفْرَانِ. وقال اللَّيْثُ : الشَّافِرَانِ مِنْ هَنِ المرأَةِ.
والشَّفِرَةُ ، كفَرِحَةٍ ، والشَّفِيرَةُ ، كسفِينَة : امْرَأَةٌ تَجِدُ شَهْوَتَها في شُفْرِها ، أَي طَرَفِ فَرْجِهَا ، فتُنْزِل ماءَهَا سَرِيعاً ،
__________________
(١) القاموس واللسان : «أبي الطوف» وفي التكملة فكالأصل.
(٢) عبارة النهاية : وهذا بخلاف الإجماع ، لأن الديّة واجبة في الأجفان ، فإن أراد بالشفر ها هنا الشعر فقيه خلاف ، أو يكون الأول مذهباً للشعبي.