وادٍ ، فأَرادَتْ أَن تَثِبَه ، فقَصَّرَتْ في الوُثُوبِ ، فوقَعَتْ فانْدَقَّتْ عُنُقُهَا ، وسَلِمَ صاحِبُها ، فسُئِلَ عنها ، فقال : إِنّ الشَّقْرَاءَ لم يَعْدُ شَرُّها رِجْلَيْهَا. أَو هذِه الشَّقْرَاءُ كانَتْ لابْنِ غَزِيَّةَ بنِ جُشَمَ بن مُعَاوِيَةَ ، والذي في التَّكْمِلَة : إِن هذا الفَرَسَ لغَزِيَّةَ بنِ جُشَمَ ، لا ابْنِه ، فَرَمَحَتْ غُلاماً ، فأَصابَتْ فَلُوَّها ، فَقَتَلَتْهُ ، والذي في اللسان ما نَصُّه : الشَّقْرَاءُ اسمُ فَرَسٍ رَمَحَت ابْنَها (١) ، فقَتَلَتْه ، قال بِشْر بنُ أَبي خازم الأَسَدِيّ يَهْجُو عُتْبَةَ بنَ جَعفرِ بن كِلَابٍ ، وكان عُتْبَةُ قد أَجارَ رجلاً من بني أَسَدٍ ، فقَتَلَه رَجلٌ من بني كِلَابٍ ، فلم يَمْنَعْه :
فأَصْبَحَ كالشَّقْرَاءِ لم يَعْدُ شَرُّها |
سَنَابِكَ رِجْلَيْهَا ، وعِرْضُك أَوْفَر |
والشَّقْرَاءُ أَيضاً : فَرَسُ مُهَلْهِلِ بنِ رَبِيعَة ، وله فيها أَشعار.
والشَّقْرَاءُ أَيضاً : فَرَسُ حَوْطِ الفَقْعِسيّ. ذَكرَهما الصّاغانيّ.
والشَّقْرَاءُ بِنْتُ الزَّيْتِ والزَّيْتُ هذِه فَرَس مُعَاوِيَةَ بنِ سَعْد بنِ عَبْدِ سَعْدٍ ، وقد تقدَّم في مَحلّه.
والشَّقْرَاءُ أَيضاً : اسمُ فَرَسِ رَبِيعَةَ بنِ أُبِيٍّ ، أَوردَه صاحِب اللسان ، وأَغفلَه المصنّف.
والشَّقْرَاءُ ماءٌ بالعُرَيْمَةِ بين الجَبَلَيْنِ ، يَعْنِي جَبَلَيْ طَيِّىءٍ.
والشَّقْرَاءُ : ماءَةٌ بالبَادِيَةِ لبني قَتَادَةَ بنِ سَكَنٍ ، لها ذِكْرٌ في حديثِ عَمْرِو بنِ سَلَمَةَ بنِ سَكَنٍ الكِلابيِّ ، رضياللهعنه ، أَحدِ بني أَبي بكرِ بنِ كُلابٍ ، لمّا وَفَدَ علَى رسول الله صلىاللهعليهوسلم اسْتَقْطَعَه ما بين السَّعْدِيَّة والشَّقْرَاءِ ، فأَقطَعَه ، وهي (٢) رَحْبَةٌ طُولُهَا تِسْعَةُ أَميالٍ ، وعَرْضُها ستّةُ أَميالٍ ، وهما ماءَان.
والشَّقْرَاءُ : ة بناحِيَةِ اليَمَامَةِ ، بينها وبين اليَمَن (٣).
والشَّقِرُ ، ككَتِفٍ : شَقائِقُ النُّعْمَانِ ، الواحِدَةُ شَقِرَةٌ ، بهاءٍ ، وبها سُمِّيَ الرّجلُ شَقِرَةَ ، ج شَقِرَاتٌ ، كالشُّقّارِ ، كرُمَّانٍ.
والشُّقْرَانِ كعُثْمَان ، وضَبطه الصاغانيّ بفتح فكسر ، وقال : هكذا ذُكِر في كِتَاب الأَبْنِيَةِ ، وقال ابنُ دُرَيْدٍ (٤) ـ في باب فَعِلان بكسر العين ـ : الشَّقِرانُ أَحْسبه مَوْضِعاً أَو نَبْتاً.
والشُّقّارَى ، كسُمّانَى ، ويُخَفّفُ قال طَرَفَةُ :
وتَسَاقَى القَوْمُ كَأْساً مُرَّةً |
وعَلَى الخَيْلِ دِمَاءٌ كالشَّقِرْ |
وقيل : الشُّقَّارُ ، والشُّقّارَى : نِبْتَةٌ ذاتُ زُهَيْرَةٍ شُكَيْلاءَ ، ووَرَقُهَا لطيفٌ أَغْبَرُ تُشْبِهُ نِبْتَتُهَا نِبْتَةَ القَضْبِ ، وهي تُحْمَد في المَرْعَى ، ولا تَنْبُت إِلّا في عامٍ خَصِيبٍ.
أَو الشَّقِرُ نَبْتٌ آخرُ ، غير الشَّقائِقِ إِلّا أَنّه أَحْمَرُ مثله.
وقال أَبو حَنِيفَة : الشُّقَّارَى بالضّمّ فالتَّشْدِيد : نَبْتٌ ، وقيل : نَبْتٌ في الرّمْلِ ، ولها رِيحٌ ذَفِرَةٌ وتُوجَدُ في طَعْمِ اللَّبَنِ ، قال : وقد قيل : إِنّ الشُّقّارَى هو الشَّقِرُ نَفْسُه ، وليس ذلك بقَوِيّ ، وقيل (٥) : الشُّقَّارَى نَبْتٌ لَهُ نَوْرٌ فيه حُمْرَةٌ ليستْ بناصِعَةٍ ، وحَبُّه يقال له : الخِمْخِمُ.
والشُّقّارُ ، كرُمّان : سَمَكَةٌ حَمْرَاءُ لَهَا سَنَامٌ طَوِيلٌ.
وفي التهذيب الشَّقِرَةُ ، كزَنِخَةٍ السِّنْجَرْفُ (٦) ، وهو بالفَارِسيّة شنْكرف ، وأَنشد :
عليهِ دِمَاءُ البُدْنِ كالشَّقِراتِ
وشَقِرَةُ : لَقَبُ مُعَاويَة بنِ الحَارِثِ بنِ تَمِيمٍ : أَبو قَبِيلَةٍ من ضَبَّة بن أُدّ بن أُدَدَ ، لُقِّبَ بذلك لقوله :
وقد أَتْرُكُ الرُّمْحَ الأَصَمَّ كُعُوبُه |
بهِ منْ دِمَاءِ القَوْمِ كالشَّقِرَاتِ(٧) |
قاله ابن الكَلْبِيّ والنِّسْبَةُ شَقَرِيُّ ، بالتَّحْرِيكِ ، كما يُنْسَبُ إِلى النَّمِرِ بن قاسِطٍ نَمَرِيّ ، ويقال لهذه القَبِيلَة بنو شَقِيرَة أَيضاً ، والنِّسبة كالأَوّل ، منهم أَبو سَعِيدٍ المُسَيَّبُ بنُ شَرِيكٍ الشَّقَرِيّ (٨) ، عن الأَعمش وهِشامِ بنُ عُرْوَة ، قال أَبو حاتم : ضَعِيفُ الحَدِيثِ.
__________________
(١) أي لم يكن ذلك عن قصد منها بل رمحت غلاماً فأصابت ابنها فقتلته.
(٢) أي الشقراء.
(٣) معجم البلدان : بينها وبين النباج.
(٤) الجمهرة ٣ / ٤٢١ وذكره ياقوت بفتح أوله وكسر ثانيه.
(٥) هذا قول أبي منصور ، كما في التهذيب.
(٦) ضبط في التهذيب : السَّنْجُرْفُ ضبط قلم ، قال : وهو السَّخْرُنْجُ.
(٧) كذا ، وفي جمهرة ابن حزم : الحارث من ولد تميم بن مُرّ بن أَدّ ، وولد الحارث هم الشَّقِرات.
(٨) ترجم له في تاريخ بغداد ١٣ / ١٣٧.