سَقَيْتُهَا صَاديَا تَهوي مَسامِعهُ |
|
قَدْ ظَنَّ أَنْ لَيْسَ مِن أَصْحَابِهِ نَاجِي (١) |
أَي في وَقْتِ كَوْكَبٍ ، ويُرْوَى : «في صَرَّةٍ».
والنَّافِسُ : الخَامِسُ مِن سِهَام المَيْسِرِ ، قال اللحْيَانِيُّ : وفيه خَمْسَةُ فُرُوض ، وله غُنْمُ خَمْسَةِ أَنْصِبَاءَ إِن فازَ ، وعَلَيْه غُرْمُ خمْسَةِ أَنْصِبَاءَ إِنْ لم يَفُز ، ويقَالُ : هُو الرابعُ ، وهذا القَوْلُ مَذْكُورٌ في الصّحاح ، والعَجَبُ من المُصَنفِ في تَرْكِه.
وشَيْءٌ نَفِيسٌ ومَنْفوسٌ ومُنْفسٌ كمُخْرجٍ ، إِذا كانَ يُتَنَافَس فيه ويُرْغَبُ إِليه لِخَطَرِه ، قالَ جَريرٌ :
لَوْ لَمْ تُرِدْ قَتْلَنا جادَتْ بِمُطَّرَفٍ |
|
مِمَّا يُخَالِطُ حَبَّ القَلْبِ مَنْفوسِ |
المُطَّرَف : المُسْتَطْرَف. وقال النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ ، رضي الله تعالَى عنه :
لا تَجْزَعِي إِنْ مُنْفِساً أَهْلَكْتُهُ |
|
فإِذَا هَلَكْتُ فعِنْدَ ذلِك فاجْزَعي |
وقد نَفُسَ ، ككَرُمَ ، نَفَاسَةً ، بالفَتْحِ ، ونِفَاسا ، بالكَسْرِ ، ونَفَساً ، بالتَّحْرِيك ، ونُفُوساً ، بالضّمّ.
والنَّفِيسُ : المالُ الكَثيرُ الّذِي له قَدْرٌ وخَطَرٌ ، كالمُنْفِس ، قالَه اللِّحْيَانِيُّ ، وفي الصّحاحِ : يُقَال : لفُلانٍ مُنْفِسٌ ، أَي مالٌ كَثيرٌ. وفي بعض النُّسَخ : مُنْفِسٌ ، بغير واو.
ونَفِسَ به ، كفَرِحَ ، عَن فُلانٍ : ضَنَّ عَلَيْه وبه ، ومنه قَوْلَه تَعَالَى (وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ) نَفْسِهِ (٢) والمَصْدَرُ : النَّفَاسَةُ والنَّفَاسِيَةُ ، الأَخِيرَةُ نادرَةٌ.
ونَفِسَ عَلَيْه بِخَيْرٍ قَليلٍ : حَسَدَ ، ومنه الحَديثُ : «لَقَدْ نِلْتَ صِهْرَ رَسُولِ الله صلىاللهعليهوسلم فما نَفِسْنَاهُ عَلَيْكَ».
ونَفِسَ عَلَيْهِ الشَّيءَ نَفَاسَةً : ضَنَّ به ، ولم يَرَهُ يَسْتَأْهِلُه ، أَي أَهْلاً لَهُ ، ولم تَطِبْ نَفْسُه أَنْ يَصِلَ إِليه.
ومِنْ المَجَازِ : النِّفَاسُ ، بالكَسْر : وِلَادَةُ المَرْأَةِ وفي الصّحاحِ وِلَادُ المَرْأَةِ ، مَأْخُوذٌ مِن النَّفْسِ ، بِمَعْنَى الدَّمِ ، فإِذا وَضَعَتْ فَهي نُفَسَاءُ (٣) ، كالثُّؤَبَاءِ ، ونَفْسَاءُ ، بالفَتْح ، مِثَالُ حَسْنَاءَ ، ويُحَرَّكُ ، وقَال ثَعْلَبٌ : النُّفَساءُ : الوَالِدَةُ والحَامِلُ والحَائِضُ ، وج نِفَاسٌ ونُفُسٌ* ، كجِيَادٍ ورُخَالٍ نَادِراً ، أَي بالضّمّ ، ومِثْل كُتُبٍ ، بضَمَّتَيْنِ ، ومِثْل كُتْبٍ ، بضمٍّ فسُكُون. ويُجْمَعُ أَيْضاً على نُفَسَاءَ (٤) ونُفَسَاوَاتٍ ، وامْرَأَتَانِ نُفَسَاوَانِ ، أَبْدَلُوا من هَمْزَة التّأْنِيثِ وَاواً ، قال الجَوْهريُّ : ولَيْسَ في الكَلامِ فُعَلاءُ يُجْمَع على فِعَالٍ ، بالكَسْرِ ، غَيْرَ نُفَسَاءَ وعُشَرَاءَ. انتهى. وليس لهم فُعَلاءُ يُجْمَع عَلى فُعَالٍ ، أَي بالضَّمّ غَيْرَهَا ، أَي غيرَ النُّفَسَاءِ ، ولذا حُكِمَ عليه بالنَّدْرَة.
وقد نُفِسَتِ المَرْأَهُ كسَمِعَ وعُنِيَ نَفَساً ونَفَاسَةً ونِفَاساً ، أَي وَلَدَتْ ، وقال أَبو حَاتِمٍ : ويُقَال : نُفِسَتْ ، على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه. وحَكَى ثَعْلَبٌ : نُفِسَتْ وَلَداً ، على فِعْل المَفْعُول ، والوَلَدُ مَنْفُوسٌ ، ومنه الحَدِيث : «مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ» أَي مَوْلُودةٍ ، وفي حَدِيث ابنِ المُسَيِّبِ : «لا يَرثُ المَنْفُوسُ حَتَّى يَسْتَهِلَّ صارِخاً» أَي حَتّى يُسْمَعَ له صَوْتٌ ، ومنه قَوْلُهم : وَرِثَ فُلانٌ هذا قبل أَن يُنْفَسَ فُلانٌ ، أَي قبلَ أَن يُولَدَ.
ونُفِسَتِ المَرْأَةَ ، إِذا حَاضَتْ ، رُوِيَ بالوَجْهَيْنِ ، ولكِن الكَسْرِ فيه أَكْثَرُ ، وأَمّا قولُ الأَزْهَرِيّ : فأَمّا الحَيْضُ فلا يُقَال فيه إِلاّ نَفِسَتْ ، بالفَتْح : فالمُرَاد به فَتْحُ النُّونِ لا فَتْحُ العَيْنِ في الماضِي.
ونَفِيسُ بنُ مُحَمَّدِ ، مِنْ مَوَالِي الأَنْصَارِ ، وقَصْرُه علَى مِيلَيْنِ مِن المَدِينَةِ المُشَرَّفَةِ ، على ساكِنها أَفْضَلُ الصّلاةِ والسلامِ ، وقد قدَّمْنا ذِكْرَه في القُصُور.
ويقال : لَكَ في هذا الأَمْرِ نُفْسَةٌ ، بالضّمّ ، أَي مُهْلَةٌ ومُتَّسَعٌ.
ونَفُوسَةُ ، بالفَتْح : جِبَالٌ بالمَغْرِبٍ بَعْدَ إِفريقِيَّةَ ، عاليةٌ نَحْوَ ثَلاثَةِ أَمْيَالٍ في أَقلَّ من ذلِك ، أَهْلُهَا إِباضِيَّةٌ ، وطُولُ هذا الجَبَلِ مَسِيرةُ سِتَّةِ أَيامٍ من (٥) الشَّرْقِ إِلى الغَرْبِ ، وبينَه
__________________
(١) البيتان في ديوان الراعي ص ٣١ من قصيدة من ٣٢ بيتاً أولها :
ألا اسلمي اليوم ذات الطوق والعاج |
|
والدلّ والنظر المستأنس الساجي |
(٢) سورة محمد الآية ٣٨.
(٣) على هامش القاموس عن نسخة ثانية : النُّفَسَاء.
(*) بعدها في القاموس : نُفْسٌ.
(٤) في القاموس : «نوافس».
(٥) عن معجم البلدان ، وبالأصل «في».