شاءت إرادة الله له وليمينه التي تكدّ في سبيل لقمة العيش ، أن توفّقه لينهل من علوم آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم في مدينة باب علمه النجف الأشرف ، ثمّ يقوم بنشر ما أجادت به يراعه المباركة من العلوم الإسلامية ، وهكذا دائماً هو شأن الرجال العاصميين الذين يبرزون من بين الغمار.
إنه الأُستاذ كاظم بن عبود الفتلاوي ، الذي ولد في مدينة النجف الأشرف في السابع والعشرين من جمادي الآخرة سنة ٣٨٠ هـ = ١٩٦٠ م.
كان يعمل في الصباح مع والده وعصراً يراود أندية العلم في النجف الأشرف وينتهل من ينابيعها الصافية ، حتى تخصّص بالتأريخ وما يتعلّق به من فنون التراجم والرجال والفهرسة ، وكتب عدة كتب طُبع منها :
المنتخب من أعلام الفكر والأدب ، ومستدرك شعراء الغري ، والكشّاف المنتفي لفضائل على المرتضى ، ومشاهير المدفونين في الصحن الحيدري الشريف ـ وهو هذا الكتاب الذي بين أيدينا ـ وتحقيق الإجازة الكبيرة للعلّامة الحلّي.
وله عدة مؤلّفات مخطوطة ، ومراسلات شعريّة رائعة مع بعض الشعراء المعاصرين كالشاعر التركي المعروف نجم الدين داود ، والشاعر السيّد محمّد رضا جعفر الحكيم.
وقد أجازه بالرواية عدد من أساتذته وأعلام عصره ، يقول الاُستاذ عبد الحسين محبوبة في مقالٍ له في ترجمة الفتلاوي ، طبع آخر كتابه مستدرك شعراء الغري ـ والذي اقتبسنا هذه الترجمة منه : «ولأمانته ودّقته وتفانيه في إظهار الحقيقة انهمر عليه وابل الإجازات حتّى زادت على الخمس عشرة إجازة من خيرة الأعلام والفضلاء».
ومن الذين أجازوه الاُستاذ الشاعر العلامة السيد عبد الستّار الحسني ، أجازه