أضْحى بَناتُ النَّبيِّ إذْ قُتلوا |
|
في مَأْتَمِ والسِّباعُ في عُرُسِ (١) |
أَي هُنَّ في حُزْن والسِّباعُ في سُرورٍ.
قالَ ابنُ سِيْدَه : وزَعَمَ بعضُهم أَنَّ المَأْتَمَ مُشتَقُّ مِن الأتْمِ في الخُرْزَتَيْنِ ، ومِن المرأَةِ الأَتُومِ والْتِقاؤُهما أَنَّ المأْتَمَ النِّساءُ يَجْتَمِعْنَ ويَتَقابَلْن في الخَيْرِ والشَّرِّ.
والإِبِلُ الآتماتُ : المُعْيِيَةُ والمُبْطِئَةُ.
قالَ الصَّاغانيُّ : بالمُثَلَّةِ أَكْثر.
* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
أَتَمَ يأْتِمُ إذا جَمَعَ بينَ الشَّيْئَيْن.
والَأْتْمُ الفَتْقُ.
والَأتْمُ : وادٍ ، وأَنْشَدَ الجوْهَرِيُّ :
فأَوْرَدَهُنَّ بَطْنَ الْأَتْمِ شُعْثاً |
|
يَصُنَّ المَشْيَ كالحِدَإ التُّؤَامِ (٢) |
وقيلَ : اسمُ جَبَلٍ.
وقالَ ياقوتُ : الإِتمُ بكسْرِ أَوَّله وثانِيةِ : وادٍ ، وأَمَّا الأَتْم بالفتحِ فالسّكونِ : جَبَلُ حرَّة بنِي سُلَيْم.
وقيلَ : قاعٌ لغَطَغانِ ، ثم اخْتَصَّت به بَنُو سُلَيْم ، وهو مِن مَنازِلِ حاجِّ الكُوفَةِ وبَيْنها وبينَ الأَتم سَبْعة أَمْيالٍ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت : الاتمُ : اسمٌ جامِعٌ لقُرَيّات ثلاث حاذة وتقيا والقنا (٣) ، وقيلَ : أَرْبع هذه والمُحْدَث. والمأتمة الاسطوانة ، والجَمْعُ المَآتِمُ ، نَقَلَه السّهَيْليّ في الروضِ في غزْوَةِ أُحُدٍ.
[أثم] : الإِثْمُ بالكسْرِ : الذَّنْبُ.
قالَ الرَّاغِبُ : هو أَعَمُّ مِن العُدْوان.
وقالَ غيرُه : هو فِعْل مُبْطىءٌ عن الثَّوابِ ، وقوْلُه تعالَى : (وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ) (٤). قالَ الفرَّاءُ : الإِثْمُ ما دُوْن الحدِّ.
وقيلَ : الإثْمُ الخَمْرُ ، قالَ :
شَرِبْتُ الإِثْمَ حتى ضَلَّ عَقْلِي |
|
كذاكَ الإِثْمُ تَصْنَعُ بالعُقولِ (٥) |
كذا في العُبَابِ والصِّحاحِ.
وقوْلُ الجوْهَرِيّ : وقد يسمَّى الخَمْر إثْماً يُشِيرُ إلى ما حقَّقه ابنُ الأنْبارِي.
وقد أَنْكَر ابنُ الأنْبَارِي تَسْمِية الخَمْر إثْماً وجَعَلَه مِن المجازِ ، وأَطالَ في رَدّ كَوْنِه حَقِيقَة ، نَقَلَه شيْخُنا.
والإثْمُ : القِمَارُ ، وهو أَنْ يُهْلِكَ الرجُلُ مالَه ويذْهِبَه ، وقوْلُه تعالَى : (قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنّاسِ) (٦).
قالَ ثَعْلَب : كانوا إذا قامَرُوا فَقَمَروا أطْعَمُوا منه وتصدَّقوا ، فالإطْعامُ والصَّدقَةُ مَنْفَعَة.
وقيلَ الإثْمُ أَنْ يَعْمَلَ ما لا يَحِلُّ له ، وقد أَثِمَ كعَلِمَ يَأْثَمُ إثْماً ، كعَلِمَ ، ومَأْثَمَاً كَمَقْعَدٍ وقَعَ في الإثْمِ قالَ :
لو قُلْتَ ما في قَوْمِها لم تِيثَمِ
أَرادَ : ما في قومِها أَحدٌ يفْضُلُها. وفي حَدِيْث سَعِيد بنِ زَيْدٍ : «ولو شَهِدْتُ على العاشِرِ لم إيثَم» هي لُغَةٌ لبعضِ العَرَبِ في آثَم ، وذلِكَ أَنَّهم يكْسِرُون حُرُوف المُضارَعَةِ في نحْو نِعْلَم وتِعْلَمِ ، فلمَّا كَسَرُوا الهَمْزَةَ في آثمُ انْقَلَبَتِ الهَمْزَةُ الأَصْلِيَّة ياءً ، فهو آثِمٌ وأَثيمٌ وأَثَّامٌ ، كشَدَّادٍ ، وأَثُومٌ كصَبُورٍ.
وأَثَمَهُ اللهُ تعالى في كذا كَمنعَهُ ونَصَرَهُ : عَدَّهُ عليه إِثْماً.
قالَ شيْخُنا : المَعْروفُ أنَّه كَنَصَرَ وضَرَبَ ولا قائِل إنَّه كمَنَعَ ولا وَرَدَ في كَلامِ مَنْ يُقُتَدَى به ، ولا هنا مُوجِبٌ لفتحِ الماضِي والمُضارِع معاً ، لأنَّ ذلِكَ إنَّما يَنْشأُ عن كَوْنِ العَيْن واللام حَلْقِيَّاً ، ولا كذلِكَ أَثم.
وفي اقْتطافِ الأَزَاهر فيمَا جَاءَ على فَعَل بفتحِ عَيْن الماضِي وضمِّها أَو كسْرِها في المُضارِع مع اخْتِلافِ المعْنَى أَو اتِّفاقِهِ وباب الهَمْزَة من المُتَّفق معْنَى أَثَمَه اللهُ في كذا
__________________
(١) اللسان بدون نسبة.
(٢) البيت للنابغة ، ديوانه ط بيروت ص ١١٤ وفي الصحاح للنابغة ، وبدون نسبة في اللسان ومعجم البلدان «الأتم».
(٣) في معجم البلدان : والقِيَّا.
(٤) سورة الأعراف الآية ٣٣.
(٥) اللسان والصحاح والتهذيب وفيها «تذهب» بدل «تصنع» والمقاييس ١ / ٦١.
(٦) سورة البقرة الآية ٢١٩.