[أجم] : أَجَمَ الطَّعامَ وغَيْرَهُ يأْجِمُهُ ، مِن حَدِّ ضَرَبَ ، كَرِهَهُ ومَلَّهُ ، وذلِكَ إذا لم يُوافِقْه.
وفي العُبَابِ والصِّحاحِ عن أبي زَيْدٍ : أَجِمْت الطَّعامَ ، بالكسْرِ : إذا كَرِهْته ، مِن المُدَاوَمَةِ عليه ، فأَنا آجِمٌ على فاعِلٍ.
وسِياقُ المصنِّفِ يقتَضِي أَنَّه مِن حَدِّ ضَرَبَ فاعْرِف ذلِكَ.
وأَجَمَ الماءَ إذا تَغَيَّرَ كأَجَنَ ، وزَعَمَ يَعْقوب أنَّ مِيمَها بدلٌ مِن النُّونِ ، وأَنْشَدَ لعَوْف بنِ الخَرِع :
وتَشْرَبُ آسانَ الحِياضِ تَسُوفُها |
|
ولو وَرَدَتْ ماءَ المُرَيْرةِ آجِما(١) |
هكذا أَنْشَدَ بالمِيمِ.
وقالَ الأَصْمَعِيُّ : ماءٌ آجِنٌ وآجِمٌ إذا كان متغيَّراً ، وأَرادَ ابنُ الخَرِع آجِناً.
وأَجمَ فلاناً : حَمَلَه على ما يأْجَمُه أَي يَكْرَهُه وتأَجَّمَ عليه إذا غضِبَ واشْتَدَّ غَضَبُه عليه وتَلَهَّفَ كَتأطَّمَ.
وتأَجَّمَتِ النَّارُ : ذَكَتْ وتَأَجَّجَتْ ، قالَ :
ويَوْمٍ كَتنُّورِ الإماء سَجَرْنَهُ |
|
حَمَلْنَ عليه الجِذْع حتى تَأَجَّما |
رَمَيْت بنفْسِي في أَجِيجٍ سَمُومِه |
|
وبالعَنْسِ حتى ابْتَلَّ مشْفَرُها دَمَا (٢) |
وأَجيمُها : أَجيجُها.
وتأَجَّمَ النَّهارُ : اشْتَدَّ حَرُّهُ.
وتأَجَّمَ الأَسَدُ : دَخَلَ في أَجَمَتِه ، قالَ :
مَحَلًّا كوَعْساءِ القَنافِذِ ضَارِباً |
|
به كَنَفاً كالمُخْدِرِ المُتَأَجِّمِ(٣) |
والأَجْمُ ، بالفتحِ : كلُّ بيتٍ مُرَبعٍ مُسَطَّحٍ ، نَقَلَه ابنُ سِيْدَه عن يَعْقوب. والذي حَكَى الجوْهرِيُّ عن يَعْقوب قالَ : كلُّ بَيْتٍ مُرَبَّعٍ مُسَطَّحٍ أُجُم ، قالَ امْرؤُ القيسِ :
وتَيْماءَ لم يَتْرُكْ بها جِذْعَ نَخْلَةٍ |
|
ولا أُجُماً إلَّا مَشِيداً بِجَنْدلِ (٤) |
وهكذا نَقَلَه الصَّاغانيُّ أَيضاً فانظُرْ ذلِك.
والأُجُمُ ، بضمتينِ : الحِصْنُ ، قالَ الأَصْمَعِيُّ : يثَقَّلُ ويخفَّفُ ، ج آجامٌ كعُنُقٍ وأَعْناقٍ ، ومنه الحَدِيْث : حتى تَوارَتْ بآجامِ المدِينَةِ ، أي حُصُونها وهي كَثيرَةٌ لها ذِكْرٌ في الأَخْبارِ.
والأَجَمُ : حِصْنٌ بالمَدِينَةِ مبنيُّ بالحجارَةِ ، عن ابنِ السِّكِّيت.
والأَجَمُ ، بالتَّحْريكِ : ع بالشامِ قُرْبَ الفَرادِيسِ مِن نَواحِي حَلَب ، قالَ المُتَنَبِّي :
كَتَلِّ بِطِرِيقٍ المَغْرُور ساكِنُها |
|
بأَنَّ دَارَكَ قِنَّسْرِينُ والأَجَمُ(٥) |
والأَجَمَةُ ، محرَّكَةً : الشَّجَرُ الكثيرُ المُلْتفُّ ج أُجْمٌ بالضمِ وبضمَّتَيْنِ ، وأَجَمٌ بالتحريكِ وآجامٌ بالمدِّ ، وإجامٌ بالكسْرِ وأَجَماتٌ محرَّكةً ، كذا نَصُّ ابنِ سِيْدَه ، قالَ : وقد يكونُ الآجامُ والإِجامُ جَمْعُ أَجَمٍ ، ونَصَّ اللّحْيانيّ على أَنَّ آجاماً جَمْعُ أَجَمٍ.
والآجامُ ، بالمدِّ : الضَّفادِعُ ، نَقَله الصَّاغانيُّ.
والأجُومُ ، كصَبُورٍ : من يُؤجِمُ (٦) النَّاسَ أَي يُكرَهُ إليها أنفُسَها.
* وممَّا يُسْتدرك عليه :
ماءٌ آجِمٌ مَأْجُومٌ تأْجَمُه وتَكْرَهُه ، وبه فسِّرَ أَيْضاً قَوْلُ ابنِ الخُرِع.
وأَجَمَةُ برس : ناحِيَةٌ بأَرْضِ بَابل فيها هُوَّةٌ بَعِيدَةُ القَعْرِ ، يقالُ إنَّ منها عُمِل آجرّ الصَّرْح ، ويقالُ : إنَّها خُسِفَت ، نَقَلَه ياقُوتُ.
__________________
(١) اللسان «تسوفه» والتكملة وفيها : «أسار الحياض». والتهذيب.
(٢) اللسان ونسبهما لعبيد بن أيوب ، العنبري ، وفيه «الجذل» بدل «الجذع» وعجز الثاني فيه :
وبالعش حتى جاش منسمها دما
(٣) اللسان.
(٤) من معلقته ، ديوانه ص ٦١ برواية : «ولا أُطُماً» واللسان والصحاح والمقاييس ١ / ٦٥.
(٥) ديوانه ، شرح البرقوقي ٤ / ١٣١.
(٦) في القاموس : يؤجم ، مهموزة.