وميادين فحسب بل نتج عن نهضته الرائدة مسيرة عباديّة جهاديّة سياسيّة تظلّلت في ظلّ مبادئ مقدّسة مستوحاة من روح نصوص الشريعة الإلهية. وهذا القول يتّفق مع ما أوردته في كتابي (الحسين في الفكر المسيحي) (١) من أنّ واقعة كربلاء لم تكن موقعة عسكرية انتهت بانتصار وانكسار بل كانت رمزاً لموقف أسمى لا دخل له بالصراع بين القوّة والضعف بين العضلات والرماح بقدر ما كانت صراعاً بين الشكّ والإيمان بين الحقّ والظلم.
يقول الحسين عليهالسلام : «إنّما خرجت لطلب الإصلاح في اُمّة جدّي .. اُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر». وفي هذا الإعلان انسجام الإنسان مع الحقّ. وقد آثر الحسين عليهالسلام صلاح أُمّة جدّه الإنسانيّة الهاديّة بالحقّ العادلة به على حياته فكان في عاشوراء رمزاً لضمير الأديان على مرّ العصور فاستشهاده وسيرته عنوان صريح لقيمة الثبات على المبدأ ولعظمة المثالية في أخذ العقيدة وتمثّلها.
فالشكر كلّ الشكر للشيخ كمال معاش على مسعاه (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٢)
|
انطون بارا الكويت ٢٧ / ٧ / ٢٠٠١ م |
_________________
(١) الحسين في الفكر المسيحي : ص ١٧٣ وما بعدها.
(٢) سورة التوبة : الآية ١٠٥.