وهو قائم أشعث أغْبر بيده قارورة فيها دم فقلت : بأبي أنت وأُمّي يا رسول الله! ما هذا؟ فقال : «دم الحسين وأصحابه لم أزل ألْتَقِطُهُ منذ اليوم». فاُحصي ذلك اليوم فوجدوه وقد قُتل في ذلك اليوم. فاستشهد الحسين عليهالسلام كما قال له صلىاللهعليهوآله بكربلاء من أرض العراق بناحية الكوفة ويُعرف الموضع أيضاً بالطفّ قتله سنان بن أنس النخعي وقيل غيره (١).
وقد ذكر ابن أعثم في كتابه رؤيا الحسين عليهالسلام قال : وسار الحسين حتّى نزل الثعلبيّة وذلك في وقت الظهيرة فنزل وترك أصحابه ثمّ وضع الحسين عليهالسلام رأسه ونام ثمّ انتبه من نومه باكياً فقال له ابنه علي الأكبر : ما لك تبكي يا أبت لا أبكى الله لك عيناً؟ فقال الحسين عليهالسلام : «يا بُنيّ إنّها ساعة لا تكذب فيها الرؤيا اُعلمك أنّي رأيت فارساً على فرس حتّى وقف عليَّ فقال : يا حسين إنّكم تسرعون المسير والمنايا بكم تسرع إلى الجنّة فعلمت أنّ أنفسنا قد نُعيت إلينا». فقال له ابنه : يا أبت ألسنا على الحق؟ قال : «بلى يا بُني والذي ترجع العباد إليه». فقال عليٌّ رضياللهعنه : إذاً لا نبالي بالموت. فقال الحسين عليهالسلام : «جزاك الله عني يا بُنيّ خير ما جزى به ولد عن والد» (٢).
____________________
(١) المعجم الكبير : ج ٣ ص ١١٠ ح ٢٨٢٢ ؛ الصواعق المحرقة : ص ١٩٣ ؛ الاستيعاب في معرفة الأصحاب : ج ١ ص ٣٩٥ ح ٥٥٦ ؛ ذخائر العقبى : ص ٢٥٣ ؛ الخصائص الكبرى : ج ٢ ص ١٢٦ ؛ تهذيب الكمال : ج ٦ ص ٤٣٩ ؛ سير أعلام النبلاء : ج ٤ ص ٤٢٧ رقم : ٢٧٠ تاريخ مدينة دمشق : ج ١٤ ص ٢٣٧ ح ٣٥٤٧ ؛ اُسد الغابة : ج ٢ ص ٣٠ ؛ بغية الطلب : ج ٦ ص ٢٦٣٥ ؛ تاريخ الخلفاء : ص ٢٠٨ ؛ مجمع الزوائد : ج ٩ ص ١٩٦.
(٢) كتاب الفتوح : ج ٥ ص ١٢٣.