وكان أوّل صارخة صرخت في المدينة اُمّ سلمة زوج رسول الله صلىاللهعليهوآله كان دفع إليها قارورة فيها تربة وقال لها : «إنّ جبرائيل أعلمني أنّ اُمّتي تقتل الحسين». [قالت :] وأعطاني هذه التربة وقال لي : «إذا صارت دماً عبيطاً فاعلمي أنّ الحسين قد قُتل». وكانت عندها فلّما حضر ذلك الوقت جعلت تنظر إلى القارورة في كلّ ساعة فلمّا رأتها قد صارت دماً صاحت : وا حسيناه! وابن رسول الله! فتصارخنَ النساء من كلّ ناحية حتّى ارتفعت المدينة بالرجّة التي ما سمع بمثلها قطّ(١).
قالت اُمّ سلمة : فأصبته يوم قُتل الحسين عليهالسلام وقد كانت ليلة قتل الحسين سمعت قائلاً يقول :
أيّها القاتلون جهلاً حسيناً |
|
أبشروا بالعذاب والتذليلِ |
كلّ أهلِ السماءِ يدعو عليكم |
|
من نبيٍّ ومَلكٍ وقبيلِ |
قد لعُنتم على لسان ابن داو |
|
د وموسى وحاملِ الإنجيلِ |
قالت : فبكيت وفتحت القارورة فإذا الحصيات قد جرت دماً(٢).
عن شهرْ بن حَوْشب قال : كنت عند اُمّ سلمة زوج النبي صلىاللهعليهوآله حين أتاها قتل الحسين فقالت : قد فعلوها! ملأ الله بيوتَهم وقبورَهم ناراً
____________________
١٦٣ ؛ ذخائر العقبى : ص ٢٥٢ ؛ كفاية الطالب : ص ٣٨٤ ؛ بغية الطلب : ج ٦ ص ٢٥٩٩.
(١) تاريخ اليعقوبي : ج ٢ ص ٢٤٥.
(٢) الصواعق المحرقة : ص ١٩٣ ؛ الكامل في التاريخ : ج ٢ ص ٥٨٠ ؛ تاريخ الطبري : ج ٤ ص ٣٥٨ ؛ بغية الطلب : ج ٦ ص ٢٦٥٠ ؛ استشهاد الحسين : ١٥٧.