تتجسد أمامك رسالة الأنبياء ومواقفهم الرساليّة ومواجهتهم لفراعنة عصرهم ووقوفك أمام ضريحه المقدّس سرعان ما ينقلك إلى عصر النبوّة والرسالة عصر جبرائيل عصر نزول القرآن عصر إسلام رسول الله صلىاللهعليهوآله وبوقوفك أمام ضريحه المقدّس تستلهم منه الشجاعة والشهامة والبطولة والإباء ووقوفك أمام ضريحه المقدّس يذكّرك بفرعون عصره يزيد بن معاوية يزيد الخمر والفجور ذلك الذي رفع لواء جاهليّة جدّه أبي سفيان جاهليّة ملؤها القساوة والأنانية والعصبية العمياء والحقد لرسول الله صلىاللهعليهوآله وأهل بيته الطاهرين عليهمالسلام.
نعم سيدي يا أبا عبد الله موقفك يذكّرني بموقف رسول الله صلىاللهعليهوآله أمام فرعون عصره أبي سفيان حيث أصبح هو وأحفاده لعنة التاريخ ولازالت لعنة الرسول صلىاللهعليهوآله سُنّة جارية إلى هذا اليوم تأخذ مجراها كما نصَّ النبي صلىاللهعليهوآله ذلك في أحاديثه. منها :
ما ذكره الطبري في تاريخه : قد رأى صلىاللهعليهوآله أبا سفيان مقبلاً على حمار ومعاوية يقود به ويزيد ابنه يسوق به فقال صلىاللهعليهوآله : «لعن الله القائد والراكب والسائق» (١).
وعن البراء بن عازب قال : أقبل أبو سفيان ومعه معاوية فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «اللَّهُمّ العن التابع والمتبوع اللَّهُمّ عليك بالأُقيعس». فقال ابن البراء لأبيه : مَنْ الأُقيعِس؟ قال : معاوية. وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إذا
____________________
(١) تاريخ الطبري : ج ٥ ص ٦٢٢.