عن أبي بُريدة قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين عليهماالسلام عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله صلىاللهعليهوآله من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ثمّ قال : «صدق الله (أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) (١) فنظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتّى قطعت حديثي ورفعتهما» (٢).
عن أبي سعيد قال : جاء الحسين يشتدّ ورسول الله صلىاللهعليهوآله يصلّي فالتزم عنق رسول الله صلىاللهعليهوآله فقام به وأخذ بيده فلم يزل ممسكها حتّى رجع(٣).
عن زينب بنت جحش قالت : قام النبيّ صلىاللهعليهوآله يصلّي واحتضنه ـ يعني الحسين ـ فكان إذا ركع وسجد وضعه وإذا قام حمله فلمّا جلس جعل يدعو ويرفع يديه ويقول فلمّا قضى الصلاة قلت : يا رسول الله لقد رأيتك تصنع اليوم شيئاً ما رأيتك تصنعه؟ قال : «إنّ جبريل أتاني فأخبرني أنّ ابني يُقتل. قلت : فأرني إذاً. فأتاني بتربة حمراء» (٤).
كلّ ذلك إشارة إلى منزلة ومكانة الإمام الحسين عليهالسلام عند رسول الله
____________________
(١) سورة التغابن : الآية ١٥.
(٢) سنن الترمذي : ج ٥ ص ٦٥٨ ح ٣٧٧٤ ؛ تهذيب التهذيب : ج ٢ ص ٣٤٦ ؛ ذخائر العقبى : ص ٢٢٨ ؛ تهذيب الكمال : ج ٦ ص ٤٠٣ ؛ ينابيع المودّة : ص ٢٦٣ ؛ تاريخ مدينة دمشق : ج ١٤ ص ١٦١ ح ٣٤٩٠ ؛ سير أعلام النبلاء : ج ٤ ص ٣٨٥ رقم ٢٦٩ ؛ اُسد الغابة : ج ٢ ص ١٦ ؛ مقتل الحسين ـ للخوارزمي : ج ١ ص ٩٤.
(٣) مجمع الزوائد : ج ٩ ص ١٨٩.
(٤) مجمع الزوائد : ج ٩ ص ١٩١.