عن أبي هريرة قال : ما رأيت الحسين بن علي إلاّ فاضت عيناي دموعاً ... فجلس رسول الله في المسجد .. فأتى حسين يشتدّ حتّى وقع في حجره ثمّ أدخل يده في لحية رسول الله صلىاللهعليهوآله فجعل رسول الله صلىاللهعليهوآله يفتح فم الحسين فيدخل فاه في فيه ويقول : «اللّهمّ إنّي اُحبّه فأحبّه» (١).
وقال يونس بن أبي إسحاق بسنده : بينما عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظِلّ الكعبة إذ رأى الحسين بن علي مقبلاً فقال : هذا أحبّ أهل الأرض إلى أهل السماء اليوم(٢).
عن رجاء بن ربيعة قال : كنت في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله إذ مرّ الحسين بن علي فسلّم فردّ عليه القوم السلام وسكت عبد الله بن عمرو ثمّ رفع ابن عمرو صوته بعد ما سكت القوم فقال : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. ثمّ أقبل على القوم فقال : ألا أُخبركم بأحبّ أهل الأرض إلى أهل السماء؟ قالوا : بلى. قال : هو هذا المقفى ـ أي الذاهب المولى ـ والله ما كلّمته كلمة ولا كلّمني كلمة منذ ليالي صفّين ووالله لأن يرضى عنّي أحبّ إليَّ من أن يكون لي مثل أُحد .... فلمّا اجتمع ابن عمرو بالحسين عليهالسلام بعد ما أذن له فقال الحسين عليهالسلام : «أكذاك يابن عمرو؟ أتعلم أنّي أحبّ أهل الأرض إلى أهل السماء؟». قال : إي وربّ الكعبة إنّك لأحبّ أهل الأرض
____________________
للخوارزمي : ج ١ ص ٩٢ ؛ أُسد الغاية : ج ٢ ص ١٦٢.
(١) المستدرك على الصحيحين : ج ٣ ص ١٧٨ ؛ مقتل الحسين ـ للخوارزمي : ج ١ ص ١٤٩.
(٢) تهذيب التهذيب : ج ٢ ص ٣٤٦ ؛ تاريخ مدينة دمشق : ج ١٤ ص ١٧٩ ح ٣٥١٧ ؛ الإصابة في تمييز الصحابة : ج ١ ص ٣٣٣ ؛ تهذيب الكمال : ج ٦ ص ٤٠٦.