والحاقدون على الإسلام ومبادئه الإنسانية العادلة ، لقد عاصرها منذ أن نشئت مع أبيه وأخيه وأصحابهما الكرام ، وها هو بعد استشهاد أخيه بجنود العسل التي أعدها معاوية لكل من كان يخشى منه على دولته وأمويته ، يقف وحيداً في وجه معاوية وأجهزة حكمه الإرهابي ، ويرى بعينيه اولئك الصفة بقية السيف من شيعة أبيه وأخيه يساقون أفواجا إلى الجلادين والجزارين في مرج عذراء وقصر الخضراء ، ويرى منهج معاوية وحواشيه الذي اعتمدوه للوصول بالأمة إلى هذا المصير الكالح وكيف يطاردون ويضطهدون العشرات والمئات من المسلمين عندما ينكرون ظلماً وعدواناً على القيم والمقدسات وكرامة الإنسان.
لقد عاصر مع أبيه وأخيه جميع تحركاتهم المعادية للإسلام وبقي وحيداً في ساحة الصراع مع معاوية وأجهزة حكمه الإرهابي المستبد الذي أراد للأمة أن تتحول عن أهدافها وللإسلام أن ينحرف عن مسيرته ورآهم كيف يحورون الإسلام ويزوّرون مبادئه الإنسانية التي جاء بها محمد بن عبدالله رحمة للعالمين ، ورأى حملة التخدير على حساب الدين والكذب على رسول الله وكيف يبيع المسلم نفسه وحياته وحريته وكرامته بحفنة من الدراهم للحاكمين الظالمين ويرضى بحياته على ما فيها من نكد وقسوة وحرمان.
لقد رأى كل ذلك وكان القلق يستبد به والألم يحز نفسه وقلبه لمصير الرسالة والإنسانية في ظل هذا التحول الخطير الذي كان الأمويون يعملون على تعميقه واستئصال الشخصية الإسلامية ليطمئن الحاكمون ان تصرفاتهم لن تثير أي استنكار لدى الجماهير ويختفي من ضمائرهم الشعور بالإثم الذي يدفع المسلم إلى الثورة على الظلم والظالمين.
لقد استخدم الأمويون لإستئصال الروح الإسلامية والشخصية الإسلامية بالإضافة إلى الأموال وجميع وسائل الإرهاب ، مدرسة الرواة