والمحدثين والقصاصين وعلى رأس هذه المدرسة أبو هريرة وكعب الاحبار وسمرة بن جندب وغيرهم ممن استخدموهم لصنع الأحاديث وأفرزت مصانعهم ألوانا من الأحاديث نسبت إلى النبي صلىاللهعليهوآله افتراء وبهتاناً ، ومن ابرزها وأرضاها لمعاوية والحزب الأموي ما كان يتضمن القدح في علي وآل علي.
لقد بذل معاوية ما يعادل نصف المليون من الدراهم لسمرة بن جندب ليروي له عن الرسول ان الآية ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا واذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل نزلت في علي بن أبي طالب ، وان الآية ومن الناس من يشتري نفسه ابتغاء مرضات الله نزلت في قاتله عبد الرحمن بن ملجم فروى له ما أراد إلى كثير من أمثال ذلك حتى اصبح تسخير المحدثين لهذه الغاية من السنن المتبعة عند من جاء بعده من الأمويين والعباسيين.
فقد جاء عن هشام بن الحكم انه طلب من شهاب الزهري أو غيره من الرواة ان يروي له عن الرسول أن الآية والذي تولى كبره له عذاب أليم نزلت في علي بن أبي طالب فروى له ما أراد وعندما أوعز الحاكمون لأنصارهم بتدوين الحديث دوّنوا جميع هذه الأنواع من المخترعات ولم يأذنوا لهم بتدوين ما جاء عن النبي في فضله ، فقد جاء في المجلد الثاني من ضحى الإسلام لأحمد امين ان خالد بن عبدالله القسري طلب من الزهري ان يكتب سيرة النبي ، فقال له الزهري : ان سيرة النبي يمرّ بها الكثير من سيرة علي ومواقفه الخالدة في خدمة الإسلام فما أصنع بهذا النوع من المرويات؟ فلم يأذن له بتدوين شيء يشير إلى فضل علي وتمجيده إلا إذا تضمن قدحا أو ذما.
ومن تلك الألوان التي افرزتها تلك المدرسة ما يرجع إلى تمجيد بني أمية وبلاد الشام وما إلى ذلك مما يتعلق بعثمان بن عفان ومعاوية بن هند