والكرامة وأن ينصحوا اولئك الشيوخ وحكامهم عن التحرش والتحديات السافرة المتواصلة للطائفة الشيعية التي تشكل اكبر مجموعة في العالم الإسلامي ، وأن يصرفوا طاقاتهم المادية والعلمية لرد هجمات العدو المشترك في الشرق والغرب وصنيعته الجاثم على حدودهم والطامع الأول بخيرات بلادهم وحسب تقديري ان نداء واحدا يوجهه شيخ الازهر لحكام السعودية بهذا الخصوص سيكون أجدى وأنفع م كتاب يصدره احد الشيعة لرد تلك الهجمات المسعورة.
ومهما كان الحال فلقد جرني الحديث عن موقف الوهابيين من قبور الائمة والاولياء الى هذه الصورة الموجزة عن حملات الوهابيين على الشيعة والتي ما زالت تتصاعد بين الحين والآخر مكتفياً بهذا المقدار اليسير من الحوار الهادىء من الوهابيين لأعود الى الحديث عن مرقد العقيلة وموقف الشيعة من زيارة القبور ولأقول لهؤلاء ان الصخور والاحجار ليست الهدف والغاية ، ولو كانت هي المقصودة لذاتها لكان في الجبال الشامخات والصخور العاليات غنى عن مشقة السفر والترحال الى مراقد الائمة والاولياء ان المقصود بالذات من الزيارة تخليد ما قدمه صاحب القبر من المثل العليا والتضحيات الجسام في سبيل الحق والواجب والعقيدة والمستضعفين في الارض من بني الانسان.
اما الاحجار فليس لها الا شرف الانتساب لصاحب القبر كالاحجار التي بني منها البيت الحرام ومسجد الرسول وسائر المعابد وكجلد القرآن الكريم (١).
__________________
١ ـ لقد حكم فقهاء المسلمين بتحريم تنجيس المساجد ارضها وحيطانها وما فيها من الفرش واوجبوا ازالة النجاسة عنها وقالوا بتحريم مس كتابة القرآن الكريم لغير المتوضأ ، وقال الشافعية : لا يجوز مس جلده حتى ولو انفصل عنه ولامس الخيوط المعلق بها القرآن.