يعترضها من انتكاسات تعرقل مسيرتها وأحيانا إلى الفشل الذي كان من تتائج تشدد تلك الانظمة في اجراءات القمع والارهاب لترسيخ انظمتهم التي فرضوها على المجتمع من جميع نواحيه ، ومع كل ما مرت به تلك القيادات خلال مسيرتها التاريخية من مراحل الصراع والجهاد تعرض فيها الشيعة لألوان من الاذى والعدوان ، فقد كان لها مواقف مشهورة وبطولات رائعة كانت ثورة الحسين تمدها بالعزيمة والثبات وتدفع بهم إلى الإمام واستمرت تلك الثورات التي كانت روح كربلاء تسيرها يتلو بعضها بعضاً في مواجهة تلك الدولة الجائرة حتى أنهكتها وقضت عليها وجلت محلها دولة اخرى قامت بسواعد الشيعة التي كانت تمثلها الدولة الحسين تسيرهم ، ولكنها مثلث اسوأ الأدوار التي كانت تمثلها الدولة الأموية ، فكانت الثورات والانتفاضات تتلو الواحدة الأخرى بقيادة العلويين وغيرهم إلى غير ذلك من الانتفاضات التي لا يخلو منها عصر من العصور ولا زمان ومكان ، ولكن البعض من تلك الثورات لم يكتب لها ولا لقادتها الخلود إلا لفترات محدودة من الزمن لأنها كانت وليدة ظروف محدودة أو انفعالات عاطفية أو مصالح مخصوصة إلى غير ذلك من الدوافع وكان عمرها محدودا بعمر محتواها وطواها التاريخ كما طوى غيرها من الإحداث.
ان ثورة الحسين كانت الوهج الساطع الذي اضاء المسالك لمن أراد المسيرة بالإسلام في طريقها الصحيح والمرآة الصافية للتخلص من الحاضر الذي كانت تعيشه الأمة ومن واقعها الذي كانت ترسف في أغلاله ، ومن اجل ذلك فقد دخلت في أعماقهم جيلاً بعد جيل وستبقى خالدة خلود قادتها تستمد بقاءها وخلودها من اخلاص قادتها وتفانيهم في سبيل الإسلام والمثل العليا ما دام التاريخ.
وكنت قد تحدثت عن ثورة الحسين ودوافعها بشكل اقرب إلى الايجاز منه إلى التبسيط في كتابي الانتفاضات الشيعية في العصر الأموي