كبيرة من ممتلكاتها العربية. وهكذا تم في عام ١٧١٠م تجهيز جيشين قويين في آن واحد ، احدهما بقيادة ارسلان باشا وهدفه القضاء على الاضطرابات في الحجاز ، والاخر بقيادة مصطفى باشا دلتبان الذي عين والياً على بغداد للمرة الثانية وهدفه القضاء على الشيخ مانع وحلفائه. وقد حققت الحملتان كلتاهما النجاح ، ففي نفس الوقت الذي اعاد فيه ارسلان باشا النظام والهدوء إلى منطقة المدينة المقدسة مكة هزم مصطفى دلتبان الثوار العراقيين هزيمة حاسمة في موضع الرماحية بالقرب من النجف. كذلك استسلمت القرنة التي كان الشيخ فرج الله قد احتلها مرة اخرى قبل ذلك بقليل للمنتصر طوعاً ، وبادر سكان البصرة إلى طرد داود خان صنيعة شيخ الحويزة وفتحوا ابواب المدينة لعلي باشا الذي نقله الباب العالي من حلب إلى منصب والي البصرة. وهكذا انتهت حملة مصطفى باشا دلتبان التي تعرف لدى المؤرخين الاتراك باسم «حملة ذياب» نسبة إلى قناة ذياب التي خربها الشيخ مانع لكي يغرق المنطقة فيعيق بذلك تقدم الجيش العثماني باتجاه العراق (١).
لم يمكث مصطفى دلتبان في بغداد طويلاً وذلك لتعيينه صدراً اعظم فحل محله في منصب والي بغداد عام ١٧٠٢م حسن باشا وهو شخص الباني الاصل سبق له ان شغل هذا المنصب في الفترة من ١٦٨٨ إلى ١٦٩٠م. وبتعيين حسن باشا والياً للمرة الثانية على عاصمة العباسيين السابقة ، انتهت الاستقلالية التي كان يتمتع بها جنوب العراق وعاصمته البصرة عن بغداد ، حيث وقعا من الان فصاعداً تحت سلطة ولاة بغداد واصبح تاريخهما مرتبطاً بشكل لا ينفصم بمصير بغداد.
__________________
(١) يقصد باتجاه القسم الجنوبي من العراق. (المترجم).