١٧٨٦ في موضع ملكندي وسماها السليمانية على شرف سليمان الكبير وقد اصبحت هذه المدينة منذ ذلك الوقت مقراً لبيكات اسرة بابان واعطى اسمها للسنجق كله فاصبح يسمى سنجق السليمانية بدلاً من سيجق قره جولان (١).
لقد جذبت الحركة بين الاكراد انتباه سليمان الكبير لاول مرة في ١٧٨٨ عندما اتفق الكردي مصطفى بيك الذي عينه سليمان نفسه متسلماً للبصرة سراً مع الشيخ احمد شيخ المنتفقين الجديد على تحرير العراق كله من سلطة العثمانيين بمساعدة عثمان باشا حاكم السليمانية انذاك. لقد كشفت الاستعدادات التي كانت تجري بسرية تامة لتنفيذ هذا المشروع صدفة من قبل قومندان البصرة الحجازي الاصل وكان مصطفى باشا ينوي جعله الضحية الاولى للانتفاضة التي كانت يعد لها. وقد استطاع القومندان النجاة في الوقت المناسب فذهب الى بغداد واخبر سليمان الكبير فجمع هذا جيشاً كبيراً نسبياً وسار به نحو البصرة بعد ان تمكن من ضمان عدم مشاركة عثمان باشا الباباني في الانتفاضة مشاركة فعالة. وقد جرى الصدام بين جيش بغداد وقوات المتسلم المتمرد ومعها المنتفقيون في موضع يقال له العرجة على الفرات. وقد اندحر مصطفى بيك في هذا الصدام وهرب إلى الكويت ، فاحتل سليمان الكبير بعد هذا النصر البصرة وعين لها متسلماً جديداً هو بيك المارديني ووضع الشيخ السابق ثويني بعد ان استسلم للباشا واقر بذنبه على رأس المنتفقين بدلاً من الشيخ احمد الذي لم يبرز اختياره (٢). ولم تكن هذه التغيرات كافية ابداً لتلافي اشتعال الحركة
__________________
(١) FF. (١٥٣) Ritter : OP. Cit T. VI Abt. II, S. ٥٦٦.
(٢) السالنامة العثمانية بولاية البصرة لسنة ١٣٠٩ ه ص ٣١١ ـ ٣١٢.