مقدّمة التحقيق
١ ـ كلمة العلّامة الطّهراني في التفسير والمفسّرين :
لا ريب في أنّ القرآن الشّريف المنزل إلى قلب سيّد المرسلين ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ بلفظ عربيّ مبين ، هو هذا المجموع بعين ألفاظه المنزلة من غير تصرّف لأحد من البشر فيها ـ بالضّرورة من الدّين ـ الموضوع بين الدّفتين. وهو كتاب الإسلام والحبل الممدود من مقدّس شارعه إلى سائر الأنام. وهو أكبر الثّقلين المتخلّفين عن النّبيّ الأعظم للأمّة المرحومة ؛ فيه تبيان كلّ شيء ودستور سعادة الدّنيا والدّين ، لكافّة أفراد البشر إلى يوم الدين.
فيجب على جميع المسلمين التحفّظ به ، والتّلبي لنداء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ في الوصيّة به : «الله! الله! أيّها الناس! فيما استحفظكم من كتابه واستودعكم من حقوقه» (١). ويلزمهم التمسّك به ، بالعمل على طبق قوانينه.
ولتوقّف العمل كذلك على تعلّمه درسا وتدريسا ، وعلى التّفقّه فيه فهما لمعانيه وكشفا للمراد منه ، وعلى تلاوة آياته متدبّرا فيها ، صدرت الأوامر الأكيدة في الحثّ على جميع ذلك في الآيات والأحاديث الشّريفة في النّهج وغيره ، بقولهم : «تعلّموا القرآن ؛ فإنّه أحسن الحديث. وتفقّهوا فيه ؛ فإنّه ربيع القلوب. واستشفوا بنوره ؛ فإنّه شفاء الصدور. وأحسنوا تلاوته ؛ فإنّه أنفع القصص» (٢). إلى غير ذلك.
__________________
(١) نهج البلاغة ، الخطبة ٨٦.
(٢) نهج البلاغة ، الخطبة ١١٠.