نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ ، بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها ، لِيَذُوقُوا الْعَذابَ. إِنَّ اللهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً) (٥٦) :
يقول ـ سبحانه ـ : كلّما احترقت (١) جلودهم «[بدّلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب]» (٢) : أعدناها إلى حالتها الأولى ، وكان الأصل باقيا.
قال الإمامان ؛ محمّد بن يزيد المبرّد ، وأحمد بن يحيى تغلب ، يقال : بدّلت الخاتم حلقه ، وقميصي جبّة. بخلاف أبدلت ، لأنّ معناه : نحّيت الأصل وأتيت بغيره ، وبدّلت بغيره. وبدّلت ، معناه : غيّرت صفته ، والأصل باق (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ، سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ، خالِدِينَ فِيها أَبَداً. لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ) ؛ يعني : من الحيض والحبل وأقذار ، وما تلقى النّساء في الدّنيا من ذلك.
(وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلاً) (٥٧) ؛ يعني : كنّا كنينا. بخلاف ظلّ الدّنيا ، المنسوخ بالشّمس والحرّ والبرد.
وعن ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ قال : [ظلّا ظليلا] باردا في الصّيف ، حارّا في الشتاء (٤).
قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ ، أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها) :
__________________
(١) ج ، د : أحرقت.
(٢) ليس في ج ، د.
(٣) مجمع البيان ٣ / ٩٧ نقلا عن الزجّاج والبلخي وأبي علي الجبائي.
(٤) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.