قال ابن عبّاس ـ رحمه الله ـ : قضى أجل الدّنيا. «وأجل مسمّى عنده» هو أجل الآخرة ؛ أي : وقتها (١).
وقال مقاتل : «الأجل المسمّى عنده» أجل البعث ؛ أي : وقته (٢).
وقيل : «الأجل الأوّل» أجل الحياة [إلى الموت] (٣) و «الأجل المسمّى» أجل الموت إلى البعث من القبور (٤).
وقيل : «الأجل الأوّل» النّوم الّذي يقبض الله فيه الأرواح ، ثمّ يرجع حال اليقظة. و «الأجل المسمّى عنده» أجل موت الإنسان (٥).
وقوله ـ تعالى ـ : (ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ) (٢) ؛ أي : تشكّون في البعث والنّشور.
وقال بعض المفسّرين : لا يمتنع أن يكون (٦) للإنسان أجلان : أحدهما يحفظه الله فيه إلى بلوغه وكمال عقله ، والآخر يخلّي فيه بينه وبين الحوادث المصطلمة (٧).
ألا ترى إلى ما ورد به الخبر في الكتاب العزيز ، وفي الآثار عن النّبيّ ـ عليه السّلام ـ بزيادة العمر؟ ويشهد بذلك وبصحّته ما ذكر في قصّة قوم يونس ـ عليه السّلام ـ.
وما ورد في الخبر عنه ـ عليه السّلام ـ : أنّ صلة الرّحم تزيد في العمر (٨) ، وقطيعتها
__________________
(١) تفسير الطبري ٧ / ٩٤.
(٢) تفسير الطبري ٧ / ٩٤ نقلا عن عكرمة.
(٣) من ب.
(٤) تفسير الطبري ٧ / ٩٤.
(٥) تفسير أبي الفتوح ٤ / ٣٨٥ نقلا عن ابن عبّاس.
(٦) ليس في د.
(٧) الاصطلام : الاستئصال. واصطلم القوم : أبيدوا. لسان العرب ١٢ / ٣٤٠ مادّة «صلم».
(٨) بحار الأنوار ٧٤ / ١٠٣ وعوالي اللئالي ١ / ٤٦ و ٢٥٦.