تأخذ منها الصّغار.
وقوله ـ تعالى ـ : (فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ ، وَأَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ) (٦) :
يقول ـ سبحانه ـ : فاعتبروا بهم ، يا أهل مكّة.
وقوله ـ تعالى ـ : (وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ) :
وذلك ، أنّ أهل مكّة وجبابرتها اقترحوا على النّبيّ ـ عليه السّلام ـ كتابا ينزل عليه من السّماء إلى الأرض منشورا يقرؤونه. وهو قوله : (فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ ، لَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا : إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) (٧) ؛ أي : بيّن (١).
(وَقالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ) ؛ أي : هلّا أنزل عليه ملك نشاهده (٢).
(وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً ، لَجَعَلْناهُ رَجُلاً) ؛ أي (٣) : في صورة رجل ، و (٤) لكذّبوه (٥). علم الله ـ سبحانه ـ منهم أنّه لو فعل ذلك لم يؤمنوا ، و (٦) لقضي الأمر.
قال السدّي : فيه إضمار ؛ أي : لكانوا يكذّبونه ، وكنّا نهلكهم ، وتقوم السّاعة (٧).
(وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ) (٩) ؛ أي : لأضللناهم وأهلكناهم (٨) بما
__________________
(١) أ ، يبين.
(٢) سقط من هنا قوله تعالى : (وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ) (٨)
(٣) ليس في أ.
(٤) من ب.
(٥) ليس في ب.
(٦) ليس في ب.
(٧) مجمع البيان ٤ / ٤٢٩ : أي : لأهلكوا بعذاب الاستئصال عن الحسن وقتادة والسدّي.+ في جميع النسخ فقرة زائدة وهي : قوله تعالى : (وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلاً) أي : في صورة رجل.
(٨) ج : أهلكنا.