قوله ـ تعالى ـ : (لَقُضِيَ الْأَمْرُ (١) بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) (٢) فاسترحنا من القتال والجدال. ولكنّه إلى الله ـ تعالى ـ وهو واقع بكم في الدّنيا والآخرة ، فلا يغرّكم تأخيره] (٣)
وقوله ـ تعالى ـ : (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ ، إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ) :
وفي هذه الآية (٤) دليل على كثرة مخلوقات الله ـ تعالى ـ من الحيوانات ، الدّابّة والدّارجة والطّائرة والصّافّة.
وقوله ـ تعالى ـ : «بجناحيه» قيل : هذا تأكيد (٥).
وقيل : إنّما قال : «بجناحيه» ، لأنّ الطّيران قد يستعمل لغير الطّائر مجازا (٦).
قال الشّاعر :
قوم إذا الشّرّ أبدى ناجذيه لهم |
|
طاروا إليه زرافات ووحدانا (٧) |
وقال بعض المفسّرين : إنّما قال : «بجناحيه» ، لأنّ السّمك عند أهل الطّبائع طائر في الماء ، ولا أجنحة (٨) له (٩).
__________________
(١) م ، ب ، د زيادة : يعني.
(٢) أ زيادة : أي.
(٣) ما بين المعقوفتين في غير محلّه على ترتيب الآيات.
(٤) ليس في ج ، د.
(٥) التبيان ٤ / ١٢٨.
(٦) تفسير أبي الفتوح ٤ / ٤٢٣.
(٧) للعنبري. مجمع البيان ٤ / ٤٦٠ ، لسان العرب ٤ / ٥١٠ مادّة «طير».
(٨) ب : جناح.
(٩) التبيان ٤ / ١٢٨.+ تقدّم قوله تعالى : (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ).