قوله ـ تعالى ـ : (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ. لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ) ؛ يعني ـ سبحانه ـ : ما عنده من الأمطار والأرزاق والأعمار والآجال ، وما يفعله ويحدثه في المستقبل.
(وَيَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) ؛ يريد : ما غاب علمه عن النّاس من ذلك.
قوله ـ تعالى ـ : (وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ ، إِلَّا يَعْلَمُها) :
قيل : ما يسقط من الورق المعروف من الشّجر (١).
روي عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ : أنّ الورقة ، هاهنا ، هي (٢) السّقط (٣).
(وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ) :
قيل : الحبّ المعروف (٤).
وقيل : «الحبّة» هاهنا : هي الحبّة في الرّحم. و «الأرض» هاهنا : النّساء. روي ذلك عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ (٥).
__________________
(١) مجمع البيان ٤ / ٤٨١.+ روى الصدوق خطبة لأمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ وفيها : وما تسقط من ورقة من شجرة ولا حبّة في ظلمة الأرض إلّا يعلمها. الفقيه ١ / ٥١٥ ، ح ١٤٨٢ وعنه كنز الدقائق ٤ / ٣٤٤ ونور الثقلين ١ / ٧٢٣ ، ح ١٠٢.
(٢) ليس في م.
(٣) التبيان ٤ / ١٥٦.
(٤) مجمع البيان ٤ / ٤٨١.
(٥) روى الكليني عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد والحسين بن سعيد جميعا ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبيّ ، عن عبد الله بن مسكان ، عن زيد بن الوليد الخثعميّ ، عن أبي الربيع الشّامي : قال : سألت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ عن قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ). قال : فقال : «الورقة» السقط. و «الحبّة» الولد. و «ظلمات الأرض» الأرحام. الكافي ٨ / ٢٤٨ ، ح ٣٤٩ وعنه كنز الدقائق ٤ / ٣٤٣ ونور الثقلين ١ / ٧٢٢ ، ح ١٠٠ والبرهان ١ / ٥٢٨. وورد نحوه في معانى الأخبار / ٢١٥ ، ح ١ وتفسير العيّاشي ١ / ٣٦١ ، ح ٢٩ وعنهما كنز الدقائق ٤ / ٣٤٣ و ٣٤٤ ونور الثقلين ١ / ٧٢٢ و ٧٢٣ والبرهان ١ / ٥٢٨.