فإن قيل : كيف تعجّب إبراهيم ـ عليه السّلام ـ من رؤية الكواكب والقمر والشّمس ، تعجّب من لم يكن رآها قبل ذلك؟
قيل : لأنّ (١) أمّه ولدته في مغارة ، خوفا (٢) من نمرود [بن كنعان] (٣). لأنّه قيل (٤) : كان يقتل كلّ ذكر (٥) يولد ، ويستبقي الأنثى. وكان قد أخبره المنجّمون ، أنّه يولد في زمانك مولود يكون سبّبا لزوال ملكك. ولم يخرج من تلك المغارة ، إلّا بعد كمال عقله. وكانت تختلف إليه غزالة تسقيه اللبن (٦) مدّة رضاعه.
وقيل : بل (٧) كان يمصّ أصبعه (٨) ، فتدرّ لبنا يشربه (٩).
فلمّا قوي وعقل ورأى ذلك شيئا بعد شيء ، وتفكّر في النّجوم الّتي كان قومه يعبدونها ، فعلم أنّها محدثة. وأنّ العدم جائز عليها ، والقديم لا يجوز عليه العدم.
فاعتقد أنّها غير إلهة ، وأنّها لا بدّ لها من فاعل قديم لا يشبهها ولا تشبهه ، فقال :
__________________
(١) د : إنّ.
(٢) ج : مخافة.
(٣) ليس في ج ، د.
(٤) ليس في ج ، د ، م.
(٥) ج : مولود.+ د ، م : ولد.
(٦) من م.
(٧) ليس في ج ، د.
(٨) ج : إبهام أصبعه.
(٩) تفسير أبي الفتوح ٤ / ٤٦٥ نقلا عن أبي روق.