فقال والله ، لو كانت هذه الطّعنة بربيعة ومضر ما نجوا منها. لقد كان محمّد يقول لي : والله ، لأقتلنّك. والله ، لو بزق عليّ بعد تلك المقالة ليقتلني. فلم يلبث بقيّة يومه حتّى مات بموضع ، يقال له : شرف.
قال : وفشا في النّاس أنّ النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ قتل ، فجعل بعض المسلمين يقول : ليت لنا رسولا يؤخذ لنا من أبي سفيان أمانا. وبعضهم جلسوا وألقوا بأيديهم.
وقال قوم من المنافقين : ألحقوا بدينكم الأوّل.
فقال أنس بن نصر ، عمّ أنس بن مالك يا قوم (١) إن كان محمّد قتل فإنّ (٢) ربّ (٣) محمّد لم يقتل ، وما تصنعون بالحياة بعد رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله؟
[فقاتلوا على ما قاتل عليه رسول الله] (٤) وموتوا على ما مات عليه.
ثمّ قال : اللهم ، إنّي أعتذر إليك ممّا قال هؤلاء المنافقون. (٥) ثمّ شدّ على المشركين بسيفه حتّى قتل.
ثمّ إنّ النّبيّ ـ عليه السّلام ـ قصد الصّخرة وهو يدعوا النّاس ، فأوّل من عرف النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ من أصحابه كعب بن مالك ، فقال لهم : قد عرفت عينيه تحت المغفر تزهران. ونادى بأعلا صوته : يا معشر المسلمين! أبشروا فهذا رسول الله
__________________
(١) ما أثبتناه في المتن من مجمع البيان ٢ / ٨٤٩. وهو الصواب ولكن في النسخ : فقال أنس بن الضرغم وبه سمّى أنس بن مالك ، قال.
(٢) ليس في ب.
(٣) ب : فربّ.
(٤) ليس في ب.
(٥) ليس في ب.