وان الابناء لا يرثون منا المال والثروة والاوصاف الظاهرية فقط كملامح الوجه ولون العيون ، وكيفيات الجسم بل يرثون كل ما يتمتع بالاباء من خصائص روحية وصفات اخلاقية عن طريق الوراثة كذلك.
فالابوان ـ بانفصال جزئي «الحويمن» و «البويضة» المكونين للطفل ، منهما ، انما ينقلان ـ في الحقيقة ـ صفاتهما ملخصة إلى الخلية الاولى المكونة من ذينك الجزئين ، تلك الخلية الجنينية التي تنمو مع ما تحمل من الصفات والخصوصيات الموروثة.
ويشكل تأثير الثقافة والمحيط ، الضلعين الاخرين في مثلث الشخصية الانسانية ، فان لهذين الامرين أثرا مهما وعميقا في تنمية السجايا الرفيعة المودعة في باطن كل انسان بصورة فطرية جبلية أو المتواجدة في كيانه بسبب الوراثة من الابوين.
فان في مقدور كل معلم ان يرسم مصير الطفل ومستقبله من خلال ما يلقى إليه من تعليمات وتوصيات وما يعطيه من سيرة وسلوك ومن آراء وافكار ، فكم من بيئة حولت افرادا صالحين إلى فاسدين ، أو فاسدين إلى صالحين.
ان تأثير هذين العاملين العميق من الوضوح بحيث لا يحتاج إلى المزيد من البيان والتوضيح.
على اننا يجب ان لاننسى دور ارادة الانسان نفسه وراء هذه العوامل الثلاثة.
الامام علي والجانب الموروث في شخصيته
لم يكن الامام على عليه السلام كبشر بمستثنى من هذه القاعدة.
فقد ورث الامام امير المؤمنين عليه السلام جانبا كبيرا من شخصيته النفسية ، والروحية والاخلاقية من هذه العوامل والطرق الثلاث واليك تفصيل ذلك :
١ ـ الامام على والوراثة من الابوين
لقد انحدر الامام على من صلب والد عظيم الشأن ، رفيع الشخصية هو أبو طالب ولقد كان أبو طالب زعيم مكة ، وسيد البطحاء ، ورئيس بنى هاشم ، وهو إلى جانب