وقال ابن جبير عن ابن عباس : أنزل على المائدة كل شيء إلّا الخبز واللحم.
قال عطاء : نزل عليها كل شيء إلّا السمك واللحم.
قال العوفي : نزلت من السماء سمكة فيها طعم كل شيء.
وقال عمار وقتادة : كانت مائدة تنزل من السماء وعليها ثمر من ثمار الجنة.
وقال وهب بن منبه : أنزل الله أقرصة من شعير وحيتانا ، فقيل لوهب : ما كان ذلك يغني عنهم ، قال : لا شيء ولكن الله أضعف لهم البركة ، فكان لهم يأكلون ثم يخرجون فيجيء آخرون فيأكلون حتى أكلوها جميعهم وفضل.
وقال الكلبي ومقاتل : استجاب الله لعيسى عليهالسلام فقال (إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ) كما سألتم فمن أكل من ذلك الطعام ثم لا يؤمن جعلته مثلا ، ولعنة لمن بعدهم ، قالوا : قد رضينا فدعا شمعون وكان أفضل الحواريين ، فقال : هل لكم طعام؟ قال : نعم معي سمكتان صغيرتان وستة أرغفة ، فقال : عليّ بها فقطعهن عيسى قطعا صغارا ، ثم قال : اقعدوا في روضة فترفقوا رفاقا كل رفقة عشرة ، ثم قام عيسى ودعا الله فاستجاب الله له ونزل فيها البركة فصار خبزا صحاحا وسمكا صحاحا ، ثم قام عيسى فجعل يلقي في كل رفقة ما عملت أصابعه ثم قال : كلوا بسم الله فجعل الطعام يكثر حتى بلغ ركبهم فأكلوا ما شاء الله وفضل خمس الذيل ، والناس خمسة آلاف ونيف.
وقال الناس جميعا : نشهد إنك عبده ورسوله ثم سألوا مرة أخرى فدعا عيسى عليهالسلام فأنزل الله خبزا وسمكا وخمسة أرغفة وسمكتين فصنع بها ما صنع في المرة الأولى فلما رجعوا إلى قراهم ونشروا هذا الحديث ضحك منهم من لم يشهدوا وقالوا لهم : ويحكم إنما سحر أعينكم. فمن أراد به الخير بثّته على بصيرته ومن أراد فتنته رجع إلى كفره ، فمسخوا خنازير ليس فيهم صبي ولا امرأة فمكثوا بذلك أيام ثم هلكوا ولم تبق ولم يأكلوا ولم يشربوا فكذلك كل ممسوخ.
وقال كعب الأحبار : نزلت مائدة منكوسة من السماء تطير بها الملائكة بين السماء والأرض عليها كل طعام إلّا اللحم.
وقال قتادة : كانت تنزل عليهم بكرة وعشية حيث كانوا كالمن والسلوى لبني إسرائيل.
فقال يمان بن رئاب : كانوا يأكلون منها ما شاءوا.
وروى عطاء بن أبي رباح عن سلمان الفارسي إنه قال : والله ما اتبع عيسى عليهالسلام شيئا من المآذي قط ولا انتهر شيئا ولا قهقه ضحكا ولا ذبّ ذبايا عن وجهه ولا أخلف على أنفه من أي شيء قط ولا عتب إليه. ولما سأله الحواريون أن ينزل عليهم المائدة لبس صوفا وبكى ،