دخل النار ، فأمّا المضاعفتان فنفقة الرجل على أهله عشر بعشر أمثالها ونفقة الرجل في سبيل الله سبعمائة ضعف ، وأمّا مثل بمثل فإنّ العبد إذا همّ بحسنة ثمّ لم يعملها كتبت واحدة وإذا عملها كتبت [عشرة]» [١٦٧].
وعن سفيان الثوري لمّا نزلت (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) قال النبيّ صلىاللهعليهوسلم «ربّي زدني» فنزلت (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ) الآية قال : يا رب زدني فنزلت (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً) ، قال : ربّ زدني؟ فنزلت : (إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ) [١٦٨].
(قُلْ) يا محمد (إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً)» قرأ أهل الكوفة والشام : (قِيَماً) بكسر القاف وفتح الياء مخففا. وقرأ الباقون : قَيِّماً بفتح القاف وكسر الياء مشددا وهما لغتان وتصديق التشديد قوله تعالى (ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) (١). و (دِيناً قِيَماً) معناهما : ذلك الدين القويم المستقيم.
واختلف النّحاة في وجه انتصابه فقال الأخفش : معناه هداني دينا قيّما ، وقيل : عرفت دينا قيّما ، وقيل : أعني دينا قيّما ، وقيل : نصب على الآخر يعني ابتغوا دينا قيّما.
وقال قطرب : نصب على الحال [وضع] (مِلَّةَ إِبْراهِيمَ) بدل من الدين (حَنِيفاً) نصب على الحال (وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي) قال أهل التفسير يعني ذبيحتي في الحج والعمرة.
وقيل : ديني (وَمَحْيايَ وَمَماتِي) يعني حياتي ووفاتي قال : يمان : (مَحْيايَ) بالعمل الصالح (وَمَماتِي) إذا مت على الإيمان. وقرأ أهل المدينة وَمَحْيايْ بسكون الياء.
وقرأت العامة بفتح الياء لئلّا يجتمع ساكنان. وقرأ ابن أبي إسحاق وعيسى : ومحييّ بتشديد الياء الثانية من غير ألف وهي [لغة عليا مضر] يقولون : [قفي وعصي] وقرأ السلمي نُسْكِي بجزم السين والباقون بضمّتين (لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) قال قتادة أوّل المسلمين من هذه الأمّة ، قال الكلبي : أوّل من أطاع الله من أهل زمانه.
وروى سعيد بن جبير عن عمران بن [حصين] قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا فاطمة قومي واشهدي أضحيّتك فإنّه يغفر لك في أوّل قطرة من دمها كل ذنب عملته ثمّ قولي : (إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي ـ إلى قوله ـ الْمُسْلِمِينَ)».
__________________
(١) سورة التوبة : ٣٦ ، والروم : ٣٠ ، ويوسف : ٤٠.