وقال أميّة بن أبي الصلب :
قال لإبليس رب العباد |
|
أخرج [رجس الدنيا] مذؤما |
(لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ) من بني آدم (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ) منك ومن ذريتك وكفار ذرية آدم (أَجْمَعِينَ).
وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (١٩) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (٢٠) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (٢١) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ (٢٢) قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٢٣) قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (٢٤) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (٢٥)
(وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ فَوَسْوَسَ) يعني إليهما ومعناه فحدث إليهما (الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما) يعني ليظهر لهما ما غطى وستر عنهما من عوراتهما ، وقال وهب : كان عليهما نور لا يرى سوءاتهما ثمّ بين الوسوسة (وَقالَ ما نَهاكُما) يا آدم وحواء (رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ) يعني إلّا أن تكونا وكراهيّة أن يكونا من الملائكة يعملان الخير والشر.
وقرأ ابن عباس والضحاك ويحيى بن أبي معين : مَلِكَيْنِ بكسر اللام من الملك أخذوها من قوله (هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلى).
(أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ) من الباقين الذين لا يموتون (وَقاسَمَهُما) أي أقسم وحلف لهما ، وقاسم من المفاعلة أي يختصّ الواحد مثل المعافاة المعاقبة والمناولة.
قال خالد بن زهير :
وقاسمهما بالله جهدا لأنتم |
|
ألذ من السلوى إذا ما نشورها (١) |
قال قتادة : حلف لهما بالله عزوجل حتّى خدعهما وقد يخدع المؤمن بالله فقال : إني خلقت قبلكما وأنا أعلم منكما فاتبعاني أرشدكما ، وكان بعض أهل العلم يقول : من خادعنا بالله خدعنا.
__________________
(١) تفسير الطبري : ٨ / ١٨٦.