مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (٩) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (١٠) إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (١١) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (١٢) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (١٣) ذَٰلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ (١٤)
(كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ) اختلفوا في الجالب لهذه الكاف التي في قوله : (كَما) ، فإما الذي شبه (١) بإخراج الله نبيّه من بيته (بِالْحَقِ) قال عكرمة : معنى ذلك (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ) فإن ذلك خير لكم كما كان إخراج الله تعالى محمد من بيته بالحق خيرا لكم وإن كرهه فريق منكم.
وقال مجاهد : (كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ) يا محمد (مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِ) على كره فريق من المؤمنين كذلك يكرهون القتال ويجادلونك فيه ، أي أنّهم يكرهون القتال ويجادلونك فيه كما فعلوا ببدر.
وقال بعضهم : أمر الله تعالى رسوله عليهالسلام أن يمضي لأمره في الغنائم على كره من أصحابه كما مضى لأمره في خروجه من بيته لطلب العير وهم كارهون.
وقيل : معناه (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ) مجادلة كما جادلوك يوم بدر فقالوا : أخرجت العير ولم تعلمنا قتالا [فنسخطه].
وقيل : معناه (أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا) (كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِ).
وقال بعضهم : الكاف بمعنى (على) تقديره : أمض على الذي أخرجك ربّك.
قال ابن حيّان : عن الكلبي وقال أبو عبيدة : هي بمعنى القسم مجازها : الذي أخرجك من بيتك بالحق. وقيل : الكاف بمعنى (إذ) تقديره : وإذا أخرجك ربّك من بيتك بالمدينة إلى بدر بالحق (٢).
(وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ) لطلب المشركين (يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِ) أي في القتال وذلك
أن المؤمنين لمّا أيقنوا [الشوكة] والحرب يوم بدر وعرفوا أنّه القتال كرهوا ذلك وقالوا : يا رسول الله إنّه لم تعلمنا إنّا نلقي العدو فنستعد لقتالهم وإنّما خرجنا للعير فذلك جدالهم من بعد ما تبين لهم إنّك لا تصنع إلّا ما أمر الله به.
__________________
(١) وتكون الكاف للتشبيه راجع تفسير القرطبي : ٧ / ٣٦٨.
(٢) راجع زاد المسير لابن الجوزي : ٣ / ٢١٨.