يعقوب : نُنْجِي رُسُلَنا بالتخفيف ، وقرأ الكسائي وحفص : (نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) بالتخفيف وشدّدهما الآخرون ، وهما لغتان فصيحتان أنجى ينجي إنجاء ونجّي ينجّي تنجية بمعنى واحد.
(قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ أَعْبُدُ اللهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠٤) وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٠٥) وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ (١٠٦) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (١٠٧) قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (١٠٨) وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ (١٠٩))
(قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي) الذي أدعوكم إليه.
(فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) من الأوثان التي لا تعقل ولا تفعل ولا تبصر ولا تسمع ولا تضر ولا تنفع (وَلكِنْ أَعْبُدُ اللهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ) تقدير أن يسلم ويقبض أرواحهم.
(وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ) قال ابن عباس : عملك. وقيل : نفسك ، أي استقم على الدين (حَنِيفاً وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم على المنبر : «لم أعبد ربي بالرهبانية وأن خير الدين الحنيفية السهلة» [٨٨] (١).
(وَلا تَدْعُ) تعبد (مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُكَ) إن أطعته (وَلا يَضُرُّكَ) إن عصيته (فَإِنْ فَعَلْتَ) فعبدت غير الله (فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ) الضارّين لأنفسهم ، الواضعين العبادة في غير موضعها (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ) يصبك الله ببلاء وشدّة (فَلا كاشِفَ) دافع (لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ) رخاء ونعمة (فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ) فلا مانع لرزقه.
(يُصِيبُ بِهِ) واحد من الضر والخير (مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ) يعني القرآن فيه البيان.
(فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ) [أي له ثواب اهتدائه] (٢) (وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها) فعلى نفسه جنا (وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) بكفيل وحفيظ يحفظ أعمالكم. قال ابن عباس : نسختها آية القتال.
__________________
(١) كنز العمّال : ٣ / ٤٧ ، ح ٥٤٢٢ بتفاوت.
(٢) زيادة عن زاد المسير : ٥ / ١٣.