بني إسرائيل (يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ) أي بمحمد وقيل بالقرآن ، وقيل بالتوراة (مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ).
روى سعيد بن جبير عن أبي موسى الأشعري أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «لا يستمع لي يهودي ولا نصراني ، ولا يؤمن بي إلّا كان من أهل النار» [٩٥].
قال أبو موسى فقلت في نفسي : إن النبي لا يقول مثل هذا القول إلّا من الفرقان فوجدت الله يقول : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ).
(فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ) أي في شكّ (مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) زعم أن لله ولدا أو شريكا أو كذب بآيات القرآن (أُولئِكَ) يعني الكاذبين ، (يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ) فيسألهم عن أعمالهم ويجزيهم بها.
(وَيَقُولُ الْأَشْهادُ) يعني الملائكة الذين كانوا يحفظون أعمالهم عليهم في الدنيا ، في قول مجاهد والأعمش ، وقال الضحاك : يعني الأنبياء والرسل ، وقال قتادة : يعني الخلائق.
وروى صفوان بن محرز المازني قال : بينا نحن نطوف بالبيت مع عبد الله بن عمر إذ عرض له رجل فقال : يا بن عمر ما سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول في النجوى؟ فقال : سمعت نبي الله صلىاللهعليهوسلم [يقول] : «يدنو المؤمن من ربّه حتى يضع كتفيه عليه فيقرّره بذنوبه فيقول : هل [تعرف ما فعلت؟ يقول : [رب أعرف مرّتين ، حتى إذا بلغ ما شاء الله أن يبلغ فقال : وإني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ، وقال [ثمّ يعطى صحيفة حسناته ، أو كتابه بيمينه قال] : وأما الكافر والمنافق فينادى بهم على رؤوس الأشهاد» [٩٦] (١).
(هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ. الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ. أُولئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ) قال ابن عباس : سابقين.
مقاتل بن حيان : قانتين ، قتادة : [هرابا] (وَما كانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ) أنصار تغني [عنهم] (يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ) يعني يزيد في عذابهم.
(ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ) اختلف في تأويله : قال قتادة (....) (٢) : (وَما كانُوا يُبْصِرُونَ) الهدى ، وقوله : (إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ) قال ابن عباس : إن الله تعالى إنّما حال بين أهل الشرك وبين طاعته في الدنيا ، وأما في الدنيا فإنه قال (ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُونَ)
__________________
(١) سنن ابن ماجة : ١ / ٦٥ ، ح ١٨٣.
(٢) كلام غير مقروء.