النبي صلىاللهعليهوسلم ووجهه ومخائله ، لأنّ كل من كان له عقل ونظر إليه علم أنه رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
وقال الحسين بن الفضل : هو القرآن في نظمه وإعجازه والمعاني الكثيرة منه في اللفظ القليل. وروى ابن جريج وابن أبي نجيح عن مجاهد قال : هو ملك يحفظه ويسدّده. وقيل : هو علي بن أبي طالب.
أخبرني عبد الله الأنصاري عن القاضي أبو الحسين النصيري ، أبو بكر السبيعي ، علي بن محمد الدهان والحسن بن إبراهيم الجصاص ، قال الحسين بن حكيم ، الحسين بن الحسن عن حنان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) رسول الله صلىاللهعليهوسلم (وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) علي خاصة رضياللهعنه (١).
وبه عن السبيعي عن علي بن إبراهيم بن محمد [العلوي] ، عن الحسين بن الحكيم ، عن إسماعيل بن صبيح ، عن أبي الجارود ، عن حبيب بن يسار ، عن زاذان قال : سمعت عليا يقول : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو ثنيت لي وسادة فأجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم ، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم ، وبين أهل الزبور بزبورهم ، وبين أهل الفرقان بفرقانهم ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلّا وأنا أعرف به يساق (٢) إلى جنة أو يقاد إلى نار. فقام رجل فقال : ما آيتك يا أمير المؤمنين التي نزلت فيك؟ قال : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) رسول الله صلىاللهعليهوسلم على بينة من ربه وأنا شاهد منه [٩٤] (٣).
وبه عن [السبيعي] ، وأحمد بن محمد بن سعيد الهمداني حدثني الحسن بن علي بن برقع وعمر بن حفص الفراء ، حدثنا صباح القرامولي ، عن محارب عن جابر بن عبد الله [الأنصاري] ، قال علي رضياللهعنه : ما من رجل من قريش إلّا وقد نزلت فيه الآية والآيتان ، فقال له رجل : فأنت أي شيء نزل فيك؟ قال علي رضياللهعنه : أما تقرأ الآية التي في هود ، (وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (٤).
وفي الكلام محذوف تقديره : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) كمن هو في الضلالة [متردّد] ، ثم قال : (وَمِنْ قَبْلِهِ) يعني ومن قبل محمد والقرآن كان (كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً أُولئِكَ) أي
__________________
(١) كنز العمّال : ٢ / ٤٣٩ ، ح ٤٤٤٠.
(٢) في بعض المصادر : «إلّا قد نزلت فيه آية من كتاب الله تسوقه إلى الجنّة أو تقوده إلى النار». راجع شواهل التنزيل : ١ / ٣٦٦.
(٣) كنز العمّال : ٢ / ٤٣٩ ، ح ٤٤٤١.
(٤) تفسير القرطبي : ٩ / ١٦ ، والدرّ المنثور : ٣ / ٣٢٤ ، وتفسير الطبري : ١٢ / ٢٢.