قال ، أبو العالية : لا ترضوا على أعمالهم. قتادة : لا تلحقوا بالمشركين. السدّي وابن زيد ، ولا تداهنوا الظلمة ، ابن كيسان : لا تسكنوا إلى الذين ظلموا.
(فَتَمَسَّكُمُ) تصيبهم النار (وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ) أي أعوان يمنعون (ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ) يعني الغداة والعشي ، قال ابن عباس : يعني صلاة العصر والمغرب. مجاهد : صلاة الفجر وصلاة العشاء ، القرظي : هي الفجر والظهر والعصر ، الضحاك : صلاة الفجر والعصر ، [وقيل : الطرفان] صلاة الفجر والظهر طرف وصلاة العصر والمغرب طرف.
(وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ) يعني صلاة العتمة ، وقال الحسن : هما المغرب والعشاء ، قال الأخفش : يعني ساعات الليالي واحدتها زلفة ، وأصل الزلفة المنزلة والقربة ، ومنه المزدلفة لأنها منزل بعد عرفة ، قال العجاج :
طيّ الليالي زلفا فزلّفا |
|
سماوة الهلال حتى أحقوقفا (١) |
وفيه أربع لغات (زُلَفاً) : بفتح الفاء وضم اللام وهي قراءة العامة ، وقرأ أبو جعفر بضم الزاي واللام ، وقرأ ابن محيصن بضم الزاي وجزم اللام ، وقرأ مجاهد زلفى ، مثل قربى.
(إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ) يعني : إن الصلوات الخمس يذهبن الخطيئات ، هذا قول أكثر المفسرين ، وقال مجاهد : هي قول العبد : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر.
نزلت هذه الآية في أبي اليسر عمرو بن غزية الأنصاري وكان يبيع التمر فأتته امرأة تبتاع تمرا فقال : إن هذا التمر ليس بجيد وفي البيت أجود منه ، فهل لك فيه ، فقالت : نعم ، فذهب بها إلى بيته فضمها إليه وقبّلها ، فقالت له : اتق الله فتركها وندم على ذلك ، فأتى النبي صلىاللهعليهوسلم وقال : يا رسول الله ، ما تقول في رجل راود امرأة عن نفسها ولم يبق شيئا مما يفعل الرجال بالنساء إلّا ركبه غير أنه لم يجامعها ، فقال عمر بن الخطاب : لقد ستر الله عليك لو سترت على نفسك ، فلم يردّ عليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم شيئا ، وقال : أنظر فيه أمر ربي ، وحضرت صلاة العصر ، فصلّى النبي صلىاللهعليهوسلم العصر ، فلما فرغ أتاه جبريل بهذه الآية ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «أين أبو اليسر؟» فقال : ها أنا ذا يا رسول الله ، قال : «أشهدت معنا هذه الصلاة؟» قال : نعم ، قال : «اذهب فإنها كفارة لما عملت» فقال عمر : يا رسول الله أهذا له خاصّة أم لنا عامة؟ فقال صلىاللهعليهوسلم : «بل للناس عامة» [١٠٥] (٢).
(ذلِكَ) الذي ذكرناه ، وقيل : هو إشارة إلى القرآن (ذِكْرى) عظة (لِلذَّاكِرِينَ وَاصْبِرْ) يا
__________________
(١) لسان العرب : ٩ / ٥٢.
(٢) المصنّف لعبد الرزّاق : ٧ / ٣٢٦ ، ح / ١٣٣٤٩.