والأواني وغيرهما.
(زَبَدٌ مِثْلُهُ) يقول : له زبد إذا أنث مثل زبد السيل ، والباقي الصافي من هذه الجواهر فيذهب خبثه والزبد الذي لا يبقى ولا ينتفع به مثل الباطل.
قال الله تعالى : (كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ) الذي علا السيل.
(فَيَذْهَبُ جُفاءً) سريعا متفرقا.
قال أبو عمرو : هو من قول العرب : أجفأت القدر النذر وجنات وذلك إذا غلت فأنصب زبدها أو سكنت لم يبق منه شيء (١).
وقال القبتي : الجفاء ما رمى به الوادي إلى جنانه. فقال : جفأته إذا صرعه.
وقال ابن الأنباري : جفاء يعني باليا متفرقا.
يقال : جفأت الريح بالغيم إذا فرقته وذهبت به.
قال بعضهم : يعني تباعد الأرض. يقال جفأ الوادي وأجفأ إذا نشف.
قال الفراء : إنما أراد بقوله (جُفاءً) الجفاء لأنه مصدر ، قولك جفأ الوادي غثاه جفاء فخرج مخرج الاسم وهو مصدر.
وكذلك يفعل العرب في مصدر كل ما كان من فعل شيء اجتمع بعضه إلى بعض كالقماش والرقاق والحطام والغنام يخرجه على مذهب الاسم ، كما فعلت ذلك في قولهم أعطيته عطاء بمعنى الإعطاء ، ولو أريد من القماش المصدر على الصحة لقيل قمشته قمشا.
(وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ) من العوالق (فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ) تم الكلام على هذا. ثم قال : (لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ) أطاعوه (الْحُسْنى) بالجنة (وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ) يوم القيامة ، قال الله (أُولئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسابِ) مجازيا بالعقوبة ، قال إبراهيم النخعي والزبد. أتدري ما سوء الحساب؟ قلت : لا. قال هو أن يحاسب الرجل على معصية فعلها ويكفر عنه خطيئته ، (وَمَأْواهُمْ) في الآخرة (جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ) الفراش والمصير (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُ) [.........] (٢) فهو كافيه (كَمَنْ هُوَ أَعْمى) عنه لا يعلمه ولا تعمل (إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) الخطاب للأصحاب وذوي العقول (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ) في أمرهم يعني فرضه عليهم فلا هم يخالفونه إلى ما هم فيه ، (وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثاقَ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ)
__________________
(١) تفسير الطبري : ١٣ / ١٨٠.
(٢) كلمة غير مقروءة.