قيل أراد الإيمان بجميع الكتب والرسل ولا يعترفون بها.
وقال أكثر المفسرين : يعني الرحم ويقطعونها.
الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : اشتكى أبو الدرداء فعاده عبد الرحمن بن عوف. فقال : خيّرهم أوصلهم ما علمت يا محمد. فقال عبد الرحمن : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «قال الله تبارك وتعالى : أنا الله وأنا الرحمن ، خلقت الرحم وشقتت لها من اسمي ، فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته» [١٤١] (١).
عن شيبة قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن موهب وأبوه عثمان بن عبد الله ، أنهما سمعا موسى بن طلحة يحدث عن أبي أيوب الأنصاري : أنّ رجلا قال : يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ، فقال القوم : ماله وماله. فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : أرب ماله ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم ذرها» [١٤٢] قال : كأنه كان على راحلته (٢).
عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن كعب قال : والذي فلق البحر لبني إسرائيل إنّ في التوراة لمكتوبا يا ابن آدم اتق ربك وأبرّ والديك وصل رحمك أمدّ لك في عمرك وايسّر لك يسرك ، وأصرف عنك عسرك (٣).
وعن أبي إسحاق عن مغراء العبدي عن عبد الله بن عمرو قال : من اتقى ربه ووصل رحمه نسئ له في عمره وثرا ماله وأحبه أهله (٤).
صالح عن جرير عن برد عن مكحول قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اعمل الخير [ليس شيء اطيع الله فيه أعجل ثوابا من صلة] الرحم وليس شيء أعجل عقابا من البغي وقطيعة الرحم ، واليمين الفاجرة تدع الديار بلاقع» [١٤٣] (٥).
(وَالَّذِينَ صَبَرُوا) على طاعة الله وتصبروا عن معصية الله.
قاله ابن زيد ، وقال ابن عباس : وصبروا على أمر الله.
قال عطاء : على الرزايا والمصائب والحوادث والنوائب.
أبو عمران الجوني : صبروا على دينهم.
__________________
(١) مسند أحمد : ١ / ١٩٤ وفيه (بتته) بدل (قطعته) وبتمامه في تفسير القرطبي : ١ / ١٠٤.
(٢) صحيح ابن حبان : ٨ / ٣٨.
(٣) المصنف لابن أبي شيبة : ٦ / ٩٧.
(٤) والأدب الفرد : ٢٤.
(٥) كنز العمال : ٣ / ٣٦٨ ، الجامع الصغير : ٢ / ٤٥٥.