ثم قال : إنه جنة من در وفضة طولها في الهواء ستون ميلا ليس فيها صدع ولا وصل منه كل زاوية منها أهل فقال : لها أربعة آلاف مصراع من ذهب يقوم على كل باب سبعون ألف من الملائكة مع كل ملك منهم هدية من الرحمن ليس في مثلها ، لا يعلون [....] (١) ليس بينهم وبينه حجاب.
وروى ابن المبارك عن عقبة بن الوليد قال : حدثنا أرطأة بن المنذر قال : سمعت رجلا من ملجف بالجند يقال له أبو الحجاج يقول : حدثني خالي أبي أمامة فقال : إنّ المؤمن ليكون متكئا على أريكته إذا دخل الجنة وعنده سماطان من خدم وعند طرف السماطين سور فيقبل الملك ، يستأذن فيقول الذي يليه : ملك يستأذن ، ويقول الذي يليه : ملك يستأذن كذلك حتى يبلغ المؤمن فيقول : ائذنوا فيقول أقربهم إلى المؤمن : ائذنوا فيقول الذي يليه للذي يليه كذلك حتى يبلغ أقصاهم الذي عند الباب فيفتح له فيدخل فيسلم ثم ينصرف (٢).
وعن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هل تدرون أول من يدخل الجنة من خلق الله» قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : «الفقراء والمهاجرون الذين تسدّ بهم الثغور ويتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في نفسه لا يستطيع لها قضاء» [١٤٥] (٣).
قال : فيأتيهم الملائكة فـ (يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ).
وروى سهيل بن أبي صالح عن محمد بن إبراهيم قال : كان النبي صلىاللهعليهوسلم يأتي قبور الشهداء على رأس كل حول فيقول : السلام (عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ).
أبو بكر وعمر وعثمان عليهمالسلام كانوا يفعلون كذلك.
(وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) يعني النار.
وقال سعد بن أبي وقاص : هم الحرورية.
(اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ) يوسع عليه (وَيَقْدِرُ) ويقتر ويضيق (وَفَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا) يعني فرطوا وجهلوا ما عند الله ويطمعون (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ) قليل ذاهب قاله مجاهد ، وقال عبد الرحمن بن سابط : كزاد الراعي يزود ، أهله الكف من التمر أو الشيء من الدقيق أو الشيء يشرب عليه اللبن (٤).
__________________
(١) كلمة غير مقروءة.
(٢) تفسير الطبري : ١٣ / ١٨٦.
(٣) مسند أحمد : ٢ / ١٦٨.
(٤) تفسير الطبري : ١٣ / ١٨٩.