لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ (٧) وَقالَ مُوسى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (٨))
(الر) ابتدأ (كِتابٌ) خبره وإن قلت هذا كتاب (أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ) يا محمد يعني القرآن (لِتُخْرِجَ النَّاسَ) لتدعوهم [إليه] (١) (مِنَ الظُّلُماتِ) الضلالة والجهالة (إِلَى النُّورِ) العلم والإيمان (بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) بتوفيق ربهم إياهم ولطفه بهم (٢) (إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ اللهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ).
قرأ أهل المدينة والشام : اللهُ ، برفع الهاء على الاستئناف وخبره : «الَّذِي» وقرأ الآخرون : بالخفض نعتا لـ (الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ).
وقال أبو عمر : بالخفض على التقديم والتأخير ، مجازه : إلى صراط الله العزيز الحميد الله (الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ). كقول القائل مررت بالظريف عبد الله
لو كنت ذا نبل وذا شريب |
|
ما خفت شدات الخبيث الذيب (٣) |
وكان يعقوب بن إسحاق الحضرمي إذا وقف على (الْحَمِيدِ) رفع قوله (اللهِ) وإذا وصل خفض على النعت(٤) (وَوَيْلٌ لِلْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ شَدِيدٍ. الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ) يختارون الحياة الدنيا (وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) ويضربون ويميلون الناس عن دين الله (وَيَبْغُونَها عِوَجاً) ويطلبونها زيغا وقيلا ، والعوج بكسر العين في الدين والأمر والأرض كلا لم يكن قائما.
والعوج بفتح العين في كل ما كان قائما كالحائط والرمح ونحوهما (أُولئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ. وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ) بلغتهم ليفهموا لبنية ، بيانه قوله (لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) بالدعوة (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ).
قال ابن عباس وأبي بن كعب ومجاهد وقتادة : بنعم الله.
قال مقاتل : بوقائع الله في الأمم السالفة وما كان في أيام الله الخالية من النقمة والمحنة فاجتزأ بذكر الأيام عنه ؛ لأنها كانت معلومة عندهم.
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ).
__________________
(١) أي إلى القرآن.
(٢) تفسير الطبري : ١٣ / ٢٣٤.
(٣) تفسير الطبري : ١٣ / ٢٣٥.
(٤) راجع تفسير القرطبي : ٩ / ٣٣٩.