قطع رأسها يبست وذهب أصلها ؛ ولأنها تشبه الإنسان وسائر الحيوانات في الإلقاح ؛ لأنها لا تحمل حتى يلقح.
قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «خير المال سكة مأبورة ومهدة مأمورة» [١٦٢] (١).
ومنه حديث ابن عمر : إنّ النبي صلىاللهعليهوسلم قال ذات يوم لأصحابه : «إن شجرة من الشجر لا يطرح ورقها وهي مثل المؤمن فأخبرني ما هي؟» قال : فوقع الناس في شجر البوادي ووقع في نفسي أنها النخلة ثم نظرت فإذا أنا أصغر القوم فاستحييت وسكت. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هي النخلة» [١٦٣] فذكرت ذلك لأبي فقال : يا بني لو كنت قلتها لكانت أحبّ إليّ من فضلة ؛ لأنها من شجرة آدم (٢).
يروى أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «أكرموا عمتكم» فقيل ومن عمتنا يا رسول الله؟ قال : «النخلة» [١٦٤] (٣) وذلك أنّ الله تعالى لما خلق آدم فصلت من طينه فصلة فخلق منها النخلة قال الله : (وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ، وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ) وهي الشرك (كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ) هي الحنظلة.
قال ابن عباس : هذا مثل ضربه الله ولم يخلق هذه الشجرة على وجه الأرض.
(اجْتُثَّتْ) اقتلعت. قال ابن عباس ، والسدي : استرخت.
الضحاك : استوصلت. المؤرخ : أخذت حيث ما هي يقينا (مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ) كذلك الكافر لا خير فيه ولا يصعد له قول طيب ولا عمل صالح (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ) يحقق الله إيمانهم وأعمالهم بالقول والتثبيت ، وهو شهادة أن لا إله إلّا الله (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ) يعني في القبر ، وقيل : (فِي الْحَياةِ) في القبر عند الله تعالى (وَفِي الْآخِرَةِ) إذا بعث.
مقاتل : ذلك أنّ المؤمن إذا مات بعث الله إليه ملكا يقال له : رومان فيدخل قبره فيقول له : إنه يأتيك الآن ملكان أسودان فيسألانك من ربك ومن نبيك وقادتك فأجبهما بما كنت عليه في حياتك ، ثم يخرج فيدخل الملكان وهما منكر ونكير أسودان أزرقان فظان غليظان أعينهما كالبرق الخاطف وأصواتهما كالريح العاصف معهما مهزبة ، فيقعدان ويسألانه لا يشعران بدخول رومان فيقول ربي الله ونبيي محمد وديني الإسلام ، فيقولان له عند الله سعيد ثم يقولان : اللهم فأرضه كما أرضاك ، ويفتح له في قبره باب من الجنة يأتيه منها التحف ، فإذا انصرفا عنه قال له : نم
__________________
(١) جامع البيان للطبري : ١٣ / ٢٧٠.
(٢) صحيح ابن حبان : ١ / ٤٨١ ح ١٢٤٦٠.
(٣) كنز العمال : ١٢ / ٣٣٨ ح ٣٥٣٠٠ ، تفسير القرطبي : ٩ / ٣٦٠.