وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (٣٧) رَبَّنا إِنَّكَ تَعْلَمُ ما نُخْفِي وَما نُعْلِنُ وَما يَخْفى عَلَى اللهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ (٣٨) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ (٣٩) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنا وَتَقَبَّلْ دُعاءِ (٤٠) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ (٤١))
(وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً) يعني الحرم مأمونا فيه (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَ).
(أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ) ويقال جنبته أجنبه جنبا وأجنبته إجنابا بمعنى وأجنبّك وجنّبته تجنيبا.
قال الشاعر : وهو أمية بن الأشكر الليثي :
وتنفض مهده شفقا عليه |
|
وتجنّبه فلا يصعي الصّعابا (١) |
والأصنام جمع صنم وهو التمثال المصور قال الشاعر :
وهنانة كالزون يجلي ضمه |
|
تضحك عن أشنب عذب ملثمه (٢) |
وقال إبراهيم التيمي في قصصه : من يأمن من البلاء بعد خليل الله إبراهيم عليهالسلام حين يقول : (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ) يعني ضل بهن كثير من الناس عن طريق الهدى حتى عبدوهن وهذا من المغلوب. نظيره قوله (الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ) (٣) أي يخوفكم بأوليائه.
(فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي) على ديني وملتي (وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
قال السدي : معناه (وَمَنْ عَصانِي) فتاب.
مقاتل بن حيان : (وَمَنْ عَصانِي) فيما دون الشرك.
روى عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم تلا قول إبراهيم عليهالسلام (فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
وقول عيسى عليهالسلام (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ) (٤) الآية ، فرفع يداه ثم قال : اللهم أمتي اللهم أمتي وبكى ، فقال الله : يا جبرئيل اذهب إلى محمد ـ وربك أعلم ـ فسأله ما بك ، فأتى جبرئيل فسأله فأخبره رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما قال ، فقال الله : يا جبرئيل اذهب إلى محمد فقل : إنا سنرضيك في أمتك ولا يسؤك.
__________________
(١) تفسير الطبري : ١٣ / ٢٩٨.
(٢) تفسير الطبري : ١٣ / ٢٩٨.
(٣) سورة آل عمران : ١٧٥.
(٤) سورة المائدة : ١١٨.