أو كلما وردت عكاظ قبيلة |
|
بعثوا إليّ عريفهم يتوسّم (١) |
وقال قتادة : للمعتبرين.
(وَإِنَّها) يعني قرى قوم لوط (لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ) بطريق واضح.
قاله قتادة ، ومجاهد ، والفراء ، والضحاك : بطريق معلّم ليس بخفي ولا زائغ.
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ) وقد كان أصحاب الغيضة لكافرين ، وهم قوم شعيب كانوا أصحاب غياض ورياض وشجر متناوش متكاوش ملتف وكانوا يأكلون في الصيف الفاكهة الرطبة وفي الشتاء اليابسة وكان عامة شجرهم الدوم وهو المقل (فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ) بالعذاب ، وذلك أن الله سلّط عليهم الحرّ سبعة أيام لا يمنعهم منه شيء ، فبعث الله عليهم سحابة فالتجأوا إلى ظلّها يلتمسون روحها فبعث الله عليهم منها نارا فأحرقتهم (٢) فذلك قوله : (فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ) (وَإِنَّهُما) يعني مدينة قوم لوط ومدينة أصحاب الأيكة (لَبِإِمامٍ مُبِينٍ) طريق مستبين ، وسمّي الطريق إماما لأنه يؤتم به.
(وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ) أي الوادي ، وهو مدينة ثمود وقوم صالح وهي فيما بين المدينة والشام (الْمُرْسَلِينَ) أراد صالحا وحده.
عبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله قالا : مررنا مع النبي صلىاللهعليهوسلم على الحجر ، فقال لنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلّا أن تكونوا باكين حذرا بأن يصيبكم مثل ما أصابهم» ثمّ قال : «هؤلاء قوم صالح أهلكهم الله إلّا رجلا في حرم الله منعه حرم الله من عذاب الله» قيل : من هو يا رسول الله؟ قال : «أبو رغال» [١٧٨] ثمّ زجر صلىاللهعليهوسلم فأسرع حتّى خلفها (٣).
(وَآتَيْناهُمْ آياتِنا) يعني الناقة وولدها و [السير] (٤) (فَكانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ) من الخراب ووقوع الجبل عليهم (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ) يعني صيحة العذاب والهلاك (مُصْبِحِينَ) في وقت الصبح وهو نصب على الحال (فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) من الشرك والأعمال الخبيثة. (وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ) وإن القيامة لجائية (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) فأعرض عنهم واعف عفوا حسنا ، نسختها آية القتال.
(إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ).
__________________
(١) البيت لطريف بن تميم العنبري ، انظر : تفسير الطبري : ١٦ / ١١٣ ، الصحاح : ٤ / ١٤٠٢.
(٢) تفسير الثعالبي : ٤ / ٢٣٥ ، الدرّ المنثور : ٤ / ١٠٤.
(٣) جامع البيان للطبري : ١٤ / ٦٦ ، كنز العمال : ١٦ / ١٦ ح ٤٣٧٤٢.
(٤) هكذا في الأصل.