قال السدّي : وذلك عند خروج المهدي لا يبقى أحد إلا دخل في الإسلام أو أدّى الخراج (١).
وقال الكلبي : لا يبقى دين إلا ظهر عليه الإسلام وسيكون ذلك ، ولم يكن بعد ، ولا تقوم الساعة حتى يكون ذلك.
قال المقداد بن الأسود : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «لا يبقى على وجه الأرض بيت مدر ولا وبر إلّا أدخله الله كلمة الإسلام إما يعز عزيز وإما يذل ذليل ، إما يعزهم الله فيجعلهم من أهله فيعزّوا ، وإما يذلّهم فيدينون له» [٨] (٢).
عن الأسود أو سويد بن العلاء عن أبي سلمة عن عائشة قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى» [٩].
قالت : قلت : يا رسول الله ما كنت أظن أن يكون ذلك بعد ما أنزل الله على رسوله.
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِ). قال : يكون ذلك ما شاء الله عزوجل ، ثم يبعث ريحا فيقبض كل من كان في قلبه مثقال ذرة من خير ، ثم يبقي من لا خير فيه ويرجع الناس إلى دين آبائهم.
وقال الحسين بن الفضل : معناه : ليظهره على الأديان كلها بالحجج الواضحة والبراهين اللامعة فيكون حجة هذا الدين أقوى ، وقال بعضهم : قد فعل الله ذلك ونجزت هذه العدة لقوله سبحانه (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) (٣).
وقال بعضهم : هو أن يظهر الإسلام في كل موضع كان يجري على أهلها صغار في أي موضع كانوا ، لا يؤخذ منهم جزية كما يؤخذ من أهل الذمة.
وقيل : معناه : ليظهره على الأديان كلها التي في جزيرة العرب فيظهره على دينهم ويغلبهم في ذلك المكان.
وقيل : هو جريان حكمته عليهم والله أعلم.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٣٤) يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هذا ما
__________________
(١) زاد المسير لابن الجوزي : ٣ / ٢٩٠ ، وتفسير القرطبي : ٨ / ١٢١.
(٢) مجمع الزوائد : ٦ / ١٤.
(٣) سورة المائدة : ٣.