تَصْلى ناراً حامِيَةً) (١).
وروى سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل قال : سأل عبد الله بن الكوّا عليا عن قوله : (هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً) ، قال : «أنتم يا أهل حروراء» (٢) [١٠٣].
(الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) ، أي يظنون أنهم بفعلهم مطيعون محسنون (أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ فَحَبِطَتْ) : بطلت وذهبت (أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً) ، قال أبو سعيد الخدري : يأتي أناس بأعمال يوم القيامة هي في العظم عندهم كجبال تهامة ، فإذا وزنوها لم تزن شيئا ، فذلك قوله : (فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً).
[حدثنا القاضي أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن حبيب إملاء : أبو بكر أحمد بن إسحاق ابن أيّوب عن محمد بن إبراهيم : يحيى بن بكير بن المغيرة عن أبي الزياد عن] (٣) الأعرج عن أبي هريرة عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «يأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة فلا يزن جناح بعوضة ، اقرءوا : (فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً)» (٤).
[أخبرنا عبد الله بن حامد الوزان عن مكي بن عبدان عن عبد الرحمن بن بشر عن مروان ابن معاوية عن] (٥) المغيرة بن مسلم عن سعيد بن عمرو بن عثمان قال : سمعت عثمان بن عفّان رضياللهعنه يقول : الربا سبعون بابا أهونهن مثل نكاح الرجل أمه. قال : وأربى الربى عرض أخيك المسلم تشتمه. قال : ويؤتى يوم القيامة بالعظيم الطويل الأكول الشروب الذي يشرب الظرف في المجلس فيوزن فلا يعدل جناح بعوضة ، خاب ذلك وخسر ، ثمّ تلا هذه الآية : (فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً).
(ذلِكَ جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آياتِي وَرُسُلِي هُزُواً) ، يعني سخرية.
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً) اختلفوا في الفردوس ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الجنّة مائة درجة ، ما بين كلّ درجتين كما بين السماء والأرض. أعلاها الفردوس ، ومنها تفجر أنهار الجنة ، وفوقها عرش الرحمن فسلوه الفردوس» (٦) [١٠٤].
[وأخبرنا عبد الله بن حامد عن مكّي بن عبدان عن مسلم بن الحجاج عن نصر بن علي
__________________
(١) سورة الغاشية : ٣ ـ ٤.
(٢) كنز العمال : ٢ / ٤٤٤ ح ٤٤٥٤.
(٣) زيادة عن نسخة أصفهان ، وفي النسخة المعتمدة بدلها : وروى.
(٤) صحيح البخاري : ٥ / ٢٣٦.
(٥) زيادة عن نسخة أصفهان ، وفي النسخة المعتمدة بدلها : وروى.
(٦) جامع البيان للطبري : ١٦ / ٤٧.