الْغاوُونَ) قال : هم الشياطين ، يدل عليه قوله سبحانه وتعالى (فَأَغْوَيْناكُمْ إِنَّا كُنَّا غاوِينَ).
وقال الضحّاك : تهاجى رجلان على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم أحدهما من الأنصار والآخر من قوم آخرين ، ومع كل واحد منهم غواة من قومه وهم السفهاء ، فنزلت هذه الآية وهي رواية عطيّة عن ابن عباس.
عكرمة عنه : الرواة.
علي بن أبي طلحة عنه : كفّار الجنّ والإنس.
وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا طلحة بن محمد وعبيد الله بن أحمد قالا : حدّثنا أبو بكر بن مجاهد قال : أخبرني جعفر بن محمد قال : حدّثنا حسين بن محمد بن علي قال : حدّثنا أبي عن عبد الله بن سعيد بن الحر عن أبي عبد الله (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ) قال : هم الذين يشعرون قلوب الناس بالباطل ، وأراد بهؤلاء شعراء الكفّار : عبد الله بن الزبعرى المخزومي ، وهبيرة بن أبي وهب ، ومسافع بن عبد مناف ، وعمرو بن عبد الله أبا عزّة الجمحي ، وأميّة بن أبي الصلت كانوا يهجون رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيتّبعهم الناس.
أخبرني الحسن بن محمد بن الحسين قال : حدّثنا عبيد الله بن محمد بن شنبة قال : حدّثنا محمد بن عمران بن هارون قال : حدّثنا علي بن سعيد النسوي قال : حدّثنا عبد السلام عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن مكحول عن أبي إدريس عن غضيف أو أبي غضيف من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم قال : قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «من أحدث هجاء في الإسلام فاقطعوا لسانه» (١) [١٠١].
وأخبرني الحسين بن محمد قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن إسحاق السني قال : أخبرنا أبو يعلى قال : حدّثنا إبراهيم بن عرعرة قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن مهدي قال : حدّثنا يعقوب القمي عن جعفر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لمّا فتح النبي صلىاللهعليهوسلم يعني مكة رنّ إبليس رنّة فاجتمعت إليه ذريّته فقال : «آيسوا أن ترتد أمة محمد على الشرك بعد يومكم هذا ، ولكن أفشوا فيها ـ يعني مكة ـ الشعر والنوح» [١٠٢].
(أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ) من أودية الكلام (يَهِيمُونَ) حائرين وعن طريق الحق والرشد جائرين.
قال الكسائي : الهائم الذاهب على وجهه.
أبو عبيد : الهائم المخالف للقصد.
__________________
(١) مسند الشاميين ـ الطبراني. : ٤ / ٣٧٦.