قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «والأموات يومئذ يعلمون بشيء من ذلك» [١٢٣].
قال أبو هريرة : يا رسول الله فمن استثنى الله عزوجل حيث يقول (فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ).
قال صلىاللهعليهوسلم : «أولئك هم الشهداء وإنّما يصل الفزع إلى الأحياء وهم (أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) ووقاهم الله فزع ذلك اليوم وآمنهم ، وهو عذاب بعثه الله تعالى إلى شرار خلقه ، وهو الذي يقول الله (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) إلى قوله (وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ) فيمكثون في ذلك البلاء ما شاء الله إلّا أنّه يطول عليهم ، ثمّ يأمر الله عزوجل إسرافيل فينفخ نفخة الصعق (فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ) فإذا اجتمعوا جاء ملك الموت إلى الجبّار ويقول : قد مات أهل السماء والأرض إلّا من شئت ، فيقول الله سبحانه وهو أعلم من بقي فقال : أي ربّ بقيت أنت الحيّ الذي لا تموت ، وبقي حملة العرش ، وبقي جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ، وبقيت أنا فيقول الله عزوجل فيموت جبرائيل وميكائيل فينطق الله العرش فيقول : أي ربّ يموت جبرائل وميكائيل ، فيقول : اسكت إنّي كتب الموت على كلّ من تحت عرشي فيموتان.
ثمّ يأتي ملك الموت فيقول : أي ربّ قد مات جبرائيل وميكائيل فيقول وهو أعلم بمن بقي فيقول : بقيت أنت الحيّ الذي لا تموت وبقيت حملة عرشك فيقول ليمت حملة عرشي فيموتون ، فيأمر الله العرش فيقبض الصور من إسرافيل فيموت.
ثمّ يأتي ملك الموت فيقول : يا ربّ قد مات حملة عرشك فيقول وهو أعلم بمن بقي فيقول : بقيت أنت الحيّ الذي لا تموت وبقيت أنا فقال : أنت خلق من خلقي خلقتك لما رأيت فمت فيموت فإذا لم يبق إلّا الله الواحد الأحد الصمد الذي (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) وكان آخرا كما كان أوّلا طوى السموات (كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ).
ثمّ قال : أنا الجبّار ، (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) ، ولا يجيبه أحد ، ثمّ يقول تبارك وتعالى جلّ ثناؤه وتقدّست أسماؤه : (لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) (... يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ) (... وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ) فيبسطها بسطا ثمّ يمدّها مدّ الأديم العكاضي لا يرى (فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً).
ثمّ يزجر الله الخلق زجرة واحدة ، فإذا هم في هذه الأرض المبدّلة في مثل ما كانوا فيه من الأوّل ، من كان في بطنها ، كان في بطنها ومن كان على ظهرها كان على ظهرها ، ثمّ ينزل الله سبحانه عليهم ماء من تحت العرش كمني الرجال ، ثمّ يأمر السحاب أن تنزل بمطر أربعين يوما حتى يكون] من فوقهم] إثنا عشر ذراعا ، ويأمر الله سبحانه الأجساد أن تنبت كنبات الطراثيث وكنبات البقل حتى إذا تكاملت أجسادهم كما كانت ، قال الله سبحانه : ليحي حملة العرش ، فيحيون. ثمّ يقول الله تعالى : ليحي جبريل وميكائيل. فيحييان ، فيأمر الله إسرافيل ، فيأخذ